تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



البيادة المقدسة | الأمير كمال فرج


كلما رأيت ما يتم في ليبيا وسوريا ودول أخرى من العالم من قتل للمتظاهرين، واغتصاب الفتيات والسيدات، وتعذيب وتشويه الأطفال، وتهجير السكان من قراهم، كلما حمدت الله على جيش مصر العظيم الذي لم يطلق رصاصة واحدة على أبناء الشعب خلال ثورة 25 يناير .. ثورة مصر النبيلة من أجل الحرية..

 كلما رأيت الفظائع التي ترتكب، والآلاف الذين سقطوا فقط لأنهم طالبوا بالحرية . كلما قدرت وقدست البيادة "حذاء الجنود"، الذين شرفونا، وأعلوا من رؤوسنا حتى استطالت إلى عنان السماء.

 الجيش المصري الذي قهر إسرائيل، وحطم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، وحرر سيناء،  وأعاد الكرامة العربية في حطين الجديدة عام 1973 ليس غريبا عليه أن يأخذ هذا الموقف النبيل، موقف الشرف والعزة والكرامة.
 رفض الجيش المصري تنفيذ الأوامر الواردة من القصر الجمهوري بضرب المتظاهرين بالذخيرة الحية، كما اعترف بذلك جندي بسيط يقود دبابة في ميدان التحرير، وعندما سئل لماذا لم تنفذوا الأمر قال بلهجتة القروية البسيطة : كيف نقتل أهلنا وناسنا؟.

 الجيش المصري العظيم الذي قدم الشهداء على مر تاريخه من أجل أن نحيا، رفض أن يوجه سلاحه لصدور الشباب والأمهات والشيوخ، الجيش الذي حارب دائما من أجل القيم النبيلة رفض أن يدوس بدباباته نفسها على هذه القيم .

الجيش المصري أكبر قوة عسكرية في العالم العربي والذي يحتل المرتبة الـ 17 بين جيوش العالم، والذي كان دائما ذخرا للإسلام والمسلمين والأمة العربية، والقيم الإنسانية الرفيعة، لم يأخذه غرور القوة ، ورفض أن ينزلق إلى أطماع الحاكم الذي يريد توريث مصر لأبنه وابن خالته . وأكد مجددا أنه لم يوجد ليحمى السلطة، ولكنه وجد ليحمي الشعب.

 لم يرفض الجيش المصري فقط أن يوجه سلاحه ضد الشعب، ولكنه انحاز لرأي هذا الشعب العظيم الذي يستحق الحرية وأكثر، فقد أجبر مبارك على التنحي، وخيره بين التنحي أو القبض عليه. هذا ما حدث .. لم يتنحى مبارك من تلقاء نفسه، فقد كان يتمسك بالسلطة هو وابنه حتى الرمق الأخير،  ويظهر ذلك من مواقف عدة منها موقعة "الجمل" الشهيرة التي تفتق عنها فكر الحاشية الهابط، والفكرة المعجزة الأخرى التي اقترحتها عصبة الشر لوأد الثورة،  ولم تنفذ ، وهي إطلاق أسد من حديقة الحيوان على المتظاهرين لتفريقهم.

 حمى الجيش المصري ورجاله الثورة، ومنحوا السلطة للشعب، وحموا هذه الثورة من عدد من محاولات الانقلاب، والمستقبل سيكشف الكثير من وقائع الثورة، وسوف يعلم الشعب بالتفاصيل كيف نجح جيش مصر العظيم في حماية الثورة، والقضاء على أي محاولة لإجهاضها.

 مازلت أتذكر تعليق أحد الأصدقاء العرب خلال أيام الثورة الأخيرة على موقع "فيس بوك" والذي قال فيه : اليوم إما أن يبني جيش مصر هرما رابعا لتكون الأهرامات المصرية أربعة ، وإما أن يهدم الأهرامات الثلاثة، فتصبح مصر بلا أهرامات.

 شيد الجيش المصري في ثورة 25 يناير هرما عاليا أكبر من هرم خوفو ، وهو في الحقيقة أهم هرم مصري في التاريخ، لأنه هرم معاصر بنى من اللحم والدم والوطنية، والقيم النبيلة، والمواقف المشرفة.
 أثبت الجيش المصري مجددا أنه خير أجناد الأرض، وأنه ليس جيشا مرتزقا، وأنه لم يكن يوما سيفا للحاكم،  ولكنه كان دائما سيفا للشعب.

أنني أأسف كثيرا لمن يتعاملون مع المجلس العسكري الذي يدير البلاد في مصر بأسلوب غير لائق، فيبالغون في نقده، ويتصيدون أخطائه، ويتدللون عليه ، كالمراهق الذي يتدلل ويغرق أبيه بالمطالب، ويتعامل مع جده، على  أنه "دقة قديمة".

 تحمل الجيش الكثير في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها الوطن، ولازال يتحمل المسؤولية ببسالة وشجاعة، لقد خلقت الجيوش للأعمال العسكرية،  بهدف الدفاع عن الوطن، حتى آلياتها في الحركة والانتشار لا تصلح للحركة داخل المدن،  لم تخلق الجيوش للعمل السياسي، والحياة العسكرية تختلف تماما عن الحياة العادية، فالنظام العسكري يعتمد على الضبط والربط والالتزام،  والوحدة، والولاء،  وتنفيذ الأوامر، وهو أسلوب يختلف عن الحياة المدنية التي لا قواعد لها، لذلك كان من الطبيعي أن تختلف الرؤي عن شاب يجلس في مكتب، وجندي يجلس فوق دبابة.

 ورغم الهواجس المشروعة، وحملات التشكيك المغرضة، ومحاولات بعض القوى الداخلية والخارجية تقويض الثورة والقفز عليها، وامتطائها كما يمتطي الرجل الدابة، تعهد جيش مصر العظيم بالعمل على إحلال الديمقراطية، وتسليم السلطة لحكومة مدنية.

 أتذكر ـ بفخر ـ  فترة تجنيدي في القوات المسلحة المصرية بمنطقة سيدي براني على الحدود المصرية الليبية، تذكرت الأفارول العسكري المموه، والسلاحليك "مخزن السلاح"، و"المخلة" التي يحمل فيها المجند أغراضه، والطبق المعدني الذي كنت أتناول فيه الوجبات اليومية، تذكرت الخوذة، والمشاريع القتالية المحفوفة بالخطر ..، تذكرت أول يوم لي في كتيبة الاستطلاع مدفعية، عندما خرجت الكتيبة لضرب النار، وقاعدة "ضع الهدف على سن نملة الدبانة، وضع الدبشك في بطن الكتف، واكتم النفس.. وإضرب""  وكيف أحرزت المركز الأول، وحصلت على إشادة من الرائد عادل قائد الكتيبة الذي ضرب بي المثل كجندي مستجد يحرز المركز الأول في ضرب النار، . تذكرت يوم ترقيتي من جندي إلى "عريف" في طابور الصباح.

 تذكرت التعليمات المشفرة للضابط المسؤول على جهاز اللاسلكي ، والتي لا يفهمها إلا الجنود "من خفاش واحد لخفاش 2 .. القايد على الجمل" ، وتأكيدات ضرب النار "ضرب ضرب انتهى حوّل" ، تذكرت طقطقة الرصاص ورائحة البارود ، وهدير الجنود بعد أن يعلن ضابط الصف "زومة" ، فتهدر الكتيبة صرخة الفخر والثقة والإعزاز في كل خطوة "يَهْ" فيهتز الجبل المجاور.

تذكرت أشقائنا الجنود والضباط المرابطين على ثغور الوطن في الفرق والكتائب واللواءات يمارسون أعظم مهنة، وهي مهنة الدفاع عن الوطن.

 مليون سلام  لكل فرد، وكل جندي، وكل ضابط في جميع أفرع القوات المسلحة، ولا خوف على مصر مادام بها هذا الجيش العظيم.


تاريخ الإضافة: 2014-04-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1131
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات