تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الحريق الكبير | الأمير كمال فرج


يتوقع العلماء أن تصل درجات الحرارة في العالم إلى مستويات قياسية، بعد سنوات قليلة، وأن يؤدي ذلك إلى آثار كارثية مدمرة، منها ذوبان الجليد، وغرق الجزر والمدن الساحلية، وهجرة السكان من أقاليم تعاني من شدة الحرارة إلى أقاليم أخرى أخف وطأة.

وجريا على عملية التوقع ، أعتقد أن ارتفاع درجة الحرارة سيصاحبه نمو الطلب على أجهزة تكييف الهواء، حيث يصبح هذا القطاع أحد القطاعات الحيوية المهمة كقطاع البترول، وستتطور هذه الأجهزة من حيث الشكل والحجم والتقنية لتناسب الواقع الجديد، وربما تظهر مشاريع أخرى لتكييف الهواء في الشوارع والأحياء والمدن، وقد يبتكر العلماء محميات خاصة تشبه "الصوبات الزراعية، ولكن بحجم أكبر لتوفير البيئة المناسبة للحياة لأحياء أو قرى أو مدن كاملة، ليصبح الناس يتحركون ويعملون داخل صوبات مناخية كبرى.

مادة الثلج ستتحول من مادة رخيصة السعر إلى سلعة إستراتيجية، ستضخ بها الاستثمارات، وربما يصل الأمر بهذه السلعة الهامة إلى إضافاتها على بطاقات التموين، حتى يكون لكل فرد حصته المقررة كل شهر، والأمر سيمتد إلى الملابس، حيث سيحدث ارتفاع درجات الحرارة انقلابا في مفاهيم الموضة وتجارة الأزياء.

 ستختفي ملابس الشتاء، وسيصبح الفصول ثلاثة .. خريف وربيع وصيف، ومن المحتمل أن يصبح الصيف هو الفصل الوحيد الذي يمر على هذا الكوكب الصغير البائس. وليت الأمر اقتصر على ذلك، لأن درجة الحرارة عندما ستزيد ستحول الصيف إلى جحيم، مما يحتم استحضار تسمية جديدة لفصل جديد هو فصل "الحرارة".

 نفس الأمر سيحدث مع الإكسسوارات، حيث سينمو الطلب على النظارات الشمسية، وربما تتطور ويتغير أشكالها لما يشبه القناع الواقي من الغاز، وقد تتحول النظارة إلى "قناع واقي من الحرارة". الأحذية أيضا ستتغير مواصفاتها والمواد المصنوعة منها لتتحمل درجات أعلى منم الحرارة، وربما تنتج بعض الشركات زيا خاصا لارتدائه خارج المنزل، في الشوارع والأوتوبيس ومقار العمل، يشبه سترة رواد الفضاء، ويوفر هذا الزي درجة الحرارة المناسبة للجسم.

 سوف تتزايد معدلات الوفاة، بسبب ارتفاع منسوب البحار، وحدوث الفيضانات المدمرة، التي ستدمر الأراضي الزراعية والمدن، وسيزيد بذلك العبء على المؤسسات الصحية، وسيتطلب الأمر تغييرا جذريا في المؤسسات العلاجية وأساليب العلاج، وسوف يظهر في الطب قطاع طبي جديد، ستخصص له المستشفيات والتخصصات، وهو قطاع ارتفاع درجات الحرارة.

 سوف يكون لارتفاع درجات الحرارة تأثيرات مناخية كبرى، ومنها ذوبان الجليد، وحدوث تغيرات كبيرة في القطب الشمالي، كما ستحدث بالتالي تغيرات كبيرة في نوعية المحاصيل، ستختفي محاصيل كثيرة، وتزدهر محاصيل أخرى تعتمد على ارتفاع درجات الحرارة، وسيختفي خط الاستواء.

 ستزدهر الرحلات المكوكية إلى الفضاء، وسيبدأ البشر في الهجرى الكبرى إلى كوكب آخر يتميز بوضع مناخي مناسب لبقاء البشر على قيد الحياة، من حيث الطقس ودرجة الحرارة، لتبدأ حضارة الأرض في الفناء، وتبدأ على التوازي قصة تدمير الإنسان لكوكب آخر جديد.

 وعلى الصعيد الاجتماعي ونظرا لتأثير ارتفاع درجات الحرارة على الحالة النفسية، وذلك ما أشار إليه العلماء، فمن المحتمل أن تتزايد الحروب والنزاعات، ويتصاعد العنف الاجتماعي سواء على نطاق الفرد أو الأسرة أو المجتمع... سقل الزواج ويندر، وتزدهر العزوبية.

 شكل الإنسان نفسه سيتغير على مدي السنوات والقرون، ستختفي البشرة البيضاء، ويصبح الجميع، ببشرة سوداء قاتمة كبشرة مواطني موزمبيق، سواء أكان السكان يعيشون في أوروبا أو أمريكا أو القطب الشمالي أو الوطن العربي، سنصبح جميعا من ذوى البشرة السمراء.

 أساليب البناء ستتغير لمواجهة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، سيختفي البناء بالطوب السائد الآن، ويحل محله مواد بيئية جديدة تقاوم درجات الحرارة، وبالتالي ستتغير مفهوم البناء وأشكاله، وستختفي العمارات العالية وناطحات السحاب، وسيبحث العلماء عن أساليب بيئية للبناء للتعامل مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

 كل العلماء يحذرون من تأثيرات وصفت بـ "الكارثية" ستنتج عن ارتفاع درجات الحرارة، والذي جاء هو الآخر نتيجة لأخطر ظاهرة مناخية تهدد كوكب الأرض ، وهي الاحتباس الحراري، وقد أفاد عالم بيئي أمريكي بأن درجة حرارة سطح النصف الشمالي من الكرة الأرضية كانت أعلي خلال العقد الماضي من أي وقت مضي خلال الـ 1300 عاما الماضية، وارتفعت درجة الحرارة ما بين 0.4 – 0.8 درجة مئوية خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وكانت منطقة تلال كندم بريان بمحافظة كرمان جنوب شرق ايران قد سجلت عام 2008 أعلي درجة حرارة في العالم بلغت 63 درجة مئوية.

ويربط العلماء بين الاحتباس الحراري وثقب الأوزون أي تحلل طبقة الأوزون الواقية من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة، والغريب أنه رغم الخطر المحدق المؤكد، فإن البشر يتعاملون مع الأمر بلا مبالاة.

 كل يوم يمر، بل كل ثانية نقترب جميعا من الهاوية، ورغم أن زيادة درجة الحرارة تتم بشكل مرحلي بطيء قد لا يشعر به الناس، إلا أن التغير واضح، ليس فقط بالمقاييس العلمية وأجهزة قياس درجات الحرارة، ولكنه أيضا واضح وجلي حتى في الجيل الواحد، حيث يؤكد الآباء أن درجة الحرارة في شبابهم لم تصل إلى هذه الدرجة، وليس أدل على ذلك من تسجيل درجات الحرارة في العديد من بلدان العالم إلى درجات عالية ، حيث تصل إلى 50 و60 درجة مئوية في أوقات عدة على مدار العام، ولكن الغريب أن قادة العام لايدركون حجم الكارثة، ويحيل كل منهم الأمر إلى الآخر، ليصبح العالم كله مهددا بالفناء في سنوات قليلة بمقاييس الزمن.

 المشكلة ليست كمشكلة أنفلونزا الخنازير التي حذرت منظمة الصحة العالمية منها وأرهبت العالم، وجمعت شركات الأدوية المليارات، ثم اتضح في النهاية أن الوحش القادم لم يكن سوى قطة. المشكلة هنا مؤكدة، وملموسة، وبدأنا جميعا نشعر بها، رغم أنها مازالت في بداياتها.

 والمؤسف أن نعلم أن الإنسان نفسه له اليد الطولى في هذه المشكلة، بسبب التدمير المستمر للبيئة، وحرائق الغابات، وزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذي ينتج عن إحراق الوقود الأحفوري المستخدم في المشاريع الصناعية، واستخدام مواد تضر بالبيئة، وتزيد من انبعاثات الغازات الضارة.

 الأمر يستلزم إعلان الطواريء في ربوع العالم، وإطلاق خطة إنقاذ يمكن أن تكون تحت مسمى "خطة إنقاذ البشر"، لأن الشعارات السابقة التي تتحدث عن "أمنا الأرض" و"إنقاذ الأرض" لا تنجح في لفت أنظار الناس للحريق الكبير الذي وصل إلى ملابسنا دون ان ندري، يجب أن يعلم الناس أن إنقاذ الأرض هو إنقاذ للبشر. لأن دمار الأرض دمار لفصيلة البشر، وتهديد لوجود الحياة على هذا الكوكب.

تاريخ الإضافة: 2014-04-14 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1187
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات