تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



البحث عن أوليفيا | الأمير كمال فرج


"ستيف توكر"  شاب استرالي قابل فتاة في حفل عام في كانبرا، وعندما عاد لمنزله لم ينم هذه الليلة، فقد هام بها حبا، وفي اليوم التالي عندما همّ بالبحث عنها،  اكتشف أنه لا يعلم سوى أن اسمها "أوليفيا"، وأنها "طويلة ونضرة البشرة"، فقرر ستيف أن يبحث عن فتاته، فأرسل رسالة عبر البريد الألكتروني إلى زملائه العاملين بإدارة شؤون الهجرة في أنحاء البلاد،  وعددهم أربعة آلاف موظف،  يرجوهم مساعدته في البحث عن فتاته.

 وحققت رسالة الاستغاثة هدفها وظهرت "أوليفيا"، ورغم صدمة العاشق عندما علم بردة فعلها، حيث قالت أنها لا تذكر أنها قابلت فارس أحلامها في ذلك اليوم. إلا أن الواقعة تحمل مضامين مهمة.

هذه الواقعة تؤكد لنا أهمية أن نتحلى بالإرادة والشجاعة والإصرار لتحقيق أمانينا، لا يكفي أن نحلم ونعجب ونعشق، ولكن المهم أن نعمل بجد لتحقيق الأحلام، .. ليس ذلك في الحب فقط، ولكن في جميع مجالات الحياة، فهذا العاشق ـ رغم خيبة أمله ـ  كان نموذجا لإصرار العاشق على الوصول لحبيبته مهما كلف الأمر.

 ونموذج "ستيف" موجود ، ولكنه نادر، وأذكر هنا نموذج العاشق الذي أعلن عن حبه لحبيبته في شكل إعلان نشرته الصحف، وعاشق آخر عرض على حبيبته الزواج في برنامج تلفزيوني على الهواء، وثالث عرض على حبيبته الزواج في الفضاء.

 كثير من علاقاتنا الاجتماعية ومشاعرنا تقتل في مهدها بسبب الخجل والخوف والتردد، كثير من قصص الحب الجميلة ماتت لأننا تلحفنا بالخجل، واكتفينا بالنظرات التي تشبه نظرات المجانين، والصمت القاتل، كثير من الأوقات الحلوة تسربت كالماء من بين أيدينا لأننا تباطأنا، وتثاءبنا، ولم نقبض عليها في اللحظة المناسبة.

الحياة كالحب والعشق والأمل والنجاح،  تحتاج إلى الإرادة والشجاعة، والعاشق الحقيقي هو الذي يختطف محبوبته على فرسه ، لا أن  يرسل لها رسالة بريدية يطلب منها  أن تتفضل وتتعطف لتأتي معه.

لا أقصد بالأمر الاختطاف الحقيقي الذي يوصلك إلى الزنزانة بدلا من أن يوصلك إلى عش الزوجية، ولكني أقصد بالاختطاف أن تتحلى بالشجاعة والفروسية والقوة والمبادرة  وسرعة اتخاذ القرار لتأخذ حبيبتك في الوقت المناسب.

أتذكر شابا كان يحب فتاة، وتقدم لخطبتها، ولكن تعثرت الخطبة لأمور مادية، وفسخت الخطبة بعد شهور، ولكن العاشق الولهان بعد أن استنفد محاولات إعادة حبيبته لجأ إلى حيلة جهنمية، وهو اختطافها، نعم .. اختطافها، واتفق ـ متأثرا بالأفلام العربي ـ مع أحد الأشخاص ـ على اختطاف المحبوبة لقاء مبلغ معين، ولكن المكلف بالاختطاف بعد أن قبض الثمن مقدما ذهب وأبلغ أسرة الفتاة ، فكان نهاية الجميع في قسم الشرطة.

ورغم أن تصرف أخونا "ستيف" كان غريبا، وتسبب في مجازاته من قبل إدارة عمله لأنه اخترق قواعد البريد الألكتروني الخاص بالعمل، فإنه لم يصل الأمر به كما حدث لصديقنا العاشق الخائب إلى الشرطة.

الجليد يغلف علاقاتنا العاطفية والإنسانية، والمشاعر بدلا من أن تجد البيئة الدافئة لتنمو وتزهر تموت من الوحدة والبرد والتجاهل والصمت والخجل، فكم من عاشق أعجب بفتاة، وراح يعد الخطط للتعبير لها عن إعجابه ، فمرة  يلقي لها وردة على الشباك، أو يرسل لها نظرات حالمة،  أو  يمشى وراءها خلال ذهابها إلى المدرسة، في خلال ذلك الوقت جاء فارس آخر ليخطفها ويقرأ فتحتها ويضع في أصبعها دبلته.

السبب ربما يكمن في التقاليد الاجتماعية التي تضع ضوابط كثيرة في علاقة الفتاة بالفتاة، حيث تتعاظم السمعة العائلية، ويمر الزواج في المجتمع العربي بمسارات وطقوس محددة لا يمكن تجاهلها، وكم من قصص الحب التي ماتت بسبب تأثرنا بالثقافة العربية التي تحدد مراحل الحب في مراحل رتيبة متتابعة، ذكرها الشاعر حينما ثقال " نظرة،  فابتسامة،  فكلام،  فموعد،  فلقاء".

ثقافتنا العربية تعني بالمقدمات والتمهيد والبيان والبلاغة والفصاحة، ولا تدخل في الموضوع مباشرة، وهى تحتفي بما يمكن أن نسميه "طقوس العشق" ولا تهتم بالعشق نفسه، لذلك كل العشاق الذين خلدهم الشعر العربي  حرموا من حبيباتهم،  وكتبوا عنها أشعارا تفيض بالتجارب الصادقة.

لذلك انتشرت في ثقافتنا عبارات غريبة مثل "الحب في صمت" و"العمل في صمت"،  لقد اعتبر الموروث العربي الأداء في صمت نوعا محمودا من الإيثار والنبل،  رغم انه في الحقيقة نوع من العبط، ولكي يستقيم الوضع يجب أن نقول "العبط في صمت"، لأن الحب في صمت لن يفيد ، ولن يجنى منه العاشق إلا ضياع الحبيبة. كما أن العمل في صمت، سيجعل الذين يعملون في كلام يقفزون عليك، ويسبقونك في المراكز والرواتب.

إذا أحببت إذهب لها مباشرة ، وقل لها "لو سمحت أنا أحبك"، وإذا عملت اقتنص فرصتك كما يقتنص الصقر الجارح فريسته، بضربة واحدة، وكما يقول المثل الطريف "إذا عشقت اعشق قمر، وإذا سرقت اسرق جمل" .. وعزائي لأخونا "ستيف" التعيس الذي خاب أمله، بصدمته في محبوبته من ناحية، وتعرضه للجزاء الإداري من ناحية أخرى،  ولكنه حتما سينام قرير الأعين ، لأنه نال شرف المحاولة.



تاريخ الإضافة: 2014-04-14 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1057
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات