تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



رؤوس الجبال | الأمير كمال فرج


"غلطة الشاطر بألف" كما يقول المثل، والغلطة التي ارتكبها ثوار مصر الذين قاموا بثورة 25 يناير 2011 أنهم قاموا بالثورة، وضحوا بالغالي والنفيس،  وعندما نجحت، وسقط نظام مبارك، احتفلوا حتى الصباح، ثم انصرف كل منهم في حال سبيله.

لا أقصد بـ "ثوار مصر" هذه النخب العقيمة التي تصدرت ميكروفونات النضال، وفضائيات البث المفتوح  بعد الثورة، و"قرفونا" بالتنظير، ولا أقصد أيضا الطابور الخامس من الشباب والشابات الذين انتحلوا اسم "نشطاء" وكرمهم الغرب، ومنحهم الجوائز الدولية، ليسيطروا على المشهد الثوري، ويوجهونه أينما أرادوا. ولا أقصد كذلك الأحزاب الكرتونية التي تشبه العجوز التي تعيش على أمجاد الشباب.

ولكن ما أقصدهم هم الثوار الحقيقيون .. شباب مصر الواعي المثقف الذي لم ينتمي يوما إلى تيار سياسي، شباب وبنات خرجوا للشوارع بعد أن فاض بهم الكيل، وقد قرروا أن يستعيدوا الوطن المختطف. إنه الجيل الجديد من المصريين الذي جمع بين العلم، والتكنولوجيا، وبرامج التواصل الاجتماعي، والانفتاح على الآخر، فمنحه ذلك رؤية جديدة لواقعه ومستقبله، فكانت أول قراراته هي "الثورة".

ولكن "الثوار" لم يدركوا أن خلع النظام لم يكن سوى مرحلة أولى من الثورة، ستليها مراحل أخرى، فتعاملوا بمثالية شديدة، وانسحبوا من الساحة السياسية، وذلك ساعد تيارات الاسلام السياسي، وعلى رأسهم "الإخوان" ، في الخروج من الكهف، والانقضاض على جوهرة الثورة الثمينة، والاستيلاء على السلطة.

الأخوان اختبأوا تحت المناضد عندما اشتدت المعركة، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها خرجوا ليعدلوا من هندامهم، ويهتفون مع الهاتفين، .. و"أخذوها مقشرة" كما يقول التعبير الشعبي، جاءتهم لغاية عندهم، فاقتنصوا الفرصة، مستغلين بذلك الجهل السياسي الذي يعاني منه الشعب، وشعار الدين الخادع الذي يغشي البسطاء، والفقراء، والمتدينين.

الإخوان لم يكن لهم دور في الثورة، على العكس فقد وقفوا ضدها، وحرموا الخروج على الحاكم، وكان أقصى طموحاتهم عقد صفقة مع النظام يوافقون فيها على "التوريث" مقابل الحصول على الشرعية بعد 80 عاما من العمل تحت الأرض.  حتى بعد أن أصبحوا في السلطة، تآمروا عليها، وقتلوها بالسم البطيء.

الشباب المصري العادي البسيط هو من قام بالثورة، وهو من دفع فاتورتها كاملة، فسقط منهم من سقط، وجرح منهم من جرح، ولكن للأسف "ثورتهم طلعت على فشوش". ليس ذلك فقط،  ولكن كان جزاؤهم جزاء سنمار، وكانت "آخر خدمة الغز علقة"، فقد تعرضوا في عهد الإخوان إلى "التخوين"، وبدلا من أن يرفعوا على الأعناق، تم سحلهم ومطاردتهم في الشوارع بالرصاص الحي، وطلقات الخرطوش، ومرة أخرى سقط منهم من سقط ، وأصيب منهم من أصيب.

الأمر ربما مرده أن الثورة جاءت عفوية، كانت عبارة عن بركان أخذ يغلي ويغلي، وفي لحظة ما انفجر دون ترتيب أو تخطيط، ساهم في ذلك أيضا أن الثورة لم يكن لها قائد، أيضا فإن  الشباب رغم الوطنية الكبيرة التي يتمتع بها، كان حديث العهد بالسياسة، بعد أن احتكرت  الأنظمة القمعية الماضية العمل السياسي.
اليوم بعد سقوط الإخوان يجب أن يعي الثوار الدرس، وأن يتمسكوا بثورتهم الجديدة، وأن يمنعوا قطاع الطرق  من تكرار نفس السيناريو .

يجب على الثوار بسرعة الانخراط في العمل السياسي، إما بتكوين أحزاب مدنية جديدة تعبر عن روح الثورة ، أو بالانضمام إلى الأحزاب القليلة القائمة، والتي تعبر عن هذه الروح مثل "الدستور".

وهنا أود الإشادة بحركة "تمرد" التي أطلقت مبادرة "اكتب دستورك" والتي تهدف إلى مشاركة الشعب في اقتراح مواد الدستور، كخطوة أولى في مجال التثقيف السياسي، ولكن لا يجب أن يقتصر الأمر على التوعية، يجب أن تبدأ "تمرد" فورا في تكوين حزبها السياسي، وتأهيل مرشحيها لخوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة.

الناخب المصري معذور، فمع تجنيب التدخلات غير الشرعية في الانتخابات، فإن الناخب في التجربة الماضية وقف أمام الخيارات المرة، وكان عليه أن يختار "أفضل الوحشين"، أما اليوم فيجب أن يجد أمامه الكفاءات السياسية الجديدة القادرة على خدمته، وتحقيق أحلامه.

المعركة لم تنته بعد، والأعداء مازالوا على رؤوس الجبال، وهم ـ رغم انحسارهم في الموجة الأولى ـ مستعدون لفعل المستحيل للالتفاف على الثورة، والعودة من جديد.

لقد استخدم "الإخوان" الزيت، والسكر، وأنابيب البوتاجاز للحصول على الأصوات، ووظفوا الدين، والعنصر النسائي لحث السيدات للتصويت لهم، وعلينا بالمثل أن نستخدم أدواتنا الجديدة الشريفة المبتكرة للحصول على أصوات .

نجحت الثورة .. نعم ، ولكن هذا النجاح لن يكتمل إلا بحصول "ثوار مصر" على أغلبية مقاعد مجلس الشعب المقبل . عندها فقط سندرك أن الثوار استعادوا ثورتهم النبيلة . وأن الشعب هو الذي يحكم.
تاريخ الإضافة: 2014-04-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1003
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات