تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



قصة قصيرة | السباك .. أشرف الخضري


 

 

دخل عاطف السباك الشاب الفارع الأعزب ابن الخامسة والعشرين  المسجد لاهثا ليلحق بصلاة المغرب جماعة، عندما أكمل الوضوء كان الإمام فى التسليم الأخير ، فى صمت وكعادة المساجد تجمع المتأخرون وشكلوا صفا للصلاة كجماعة ثانية ، كانت لحيته وهيئته خادعة ، شاب طويل ضخم  بسكسوكة منمقة ،دفعوه ليؤم الصلاة بهم،وتوهموا أنه من أهل العلم والقرآن ، رفع يديه عاليا-  الله أكبر - وبدأ فى تلاوة الفاتحة، أفزعه صوت المأمومين من خلفه آميييييييين !!

كانت أمنية حياته أن يعيش هذه اللحظة ذات يوم، ويقف اماما بالناس فى صلاة جهرية،يرفع صوته بالقرآن ويتلوه بخشوع وصوت جميل،صوت أجش قارع يسقط المصابيح من الأسقف العالية.

فى الصف المحدود العدد وقف وراءه فى الصلاة، صناع ماهرون نجارون وحفارون على الخشب وسائقو سيارات أجرة وبائعو بقالة  ، بدأ فى تلاوة آيات من سورة يوسف وانعقد لسانه عند ( غيابة الجب ) ظل يكررها مستنجدا أن يلقنه أحد المصلين خلفه بقية الآيات ، لكن لم ينطق أحد ، كان أغلب المصلين الآخرين فى المسجد يصلون ركعتي السنة ، ظل يقول ( غيابة الجب )،،، ( غيابة الجب ) ولما تمكن منه اليأس قال :  (( المهم،،، يوسف تاه ولقيناه ))
الله أكبر... ثم ركع !!

انفجر المسجد كله فى الضحكات الهستيرية وخرجت مجموعة من الصلاة وانهالت عليه بالضرب ، كان قويا وفارعا دفعهم بيديه فأسقطهم على الأرض وفر هاربا حافيا تاركا حذاءه ، ارتدى بعض الشباب أحذيتهم وركضوا وراءه ، وكلما عبروا شارعا تزايدت أعداد الناس الراكضين خلف السباك ، كأن المدينة كلها تجري وراءه ، وكلما سأل واحد منهم جاره فى الجري ماذا فعل هذا الشاب ؟

يرد عليه بثقة وهو يلهث لا أعلم !!

مشهد عجيب يشبه هروب الممثل  عادل امام من الشرطة فى أحد أفلامه ولكي يصنع بلبلة ويفلت من المطاردة أطلق شائعة مدوية ( فيه فراخ فى الجمعية) وتبعه الناس بالمئات حتى تزاحموا أمام الجمعية التى كانت أبوابها مغلقة لأن اليوم كان أجازة الجمعة !

ظلت الجموع الغفيرة تجري وراء السباك نصف ساعة كاملة حتى عبروا ميدان سرور بوسط البلد ، شعر السباك بالإعياء وأحس أنه سيسقط على الأرض ، وجد مبنى الكنيسة هائلا وشامخا أمام عينيه ، كان يسبق اللاحقين به بخمسين مترا طيلة السباق العجيب، بدون تفكير انطلق مندفعا ودخل الكنيسة ، وفي لحظة انتباه الحارس لما حدث كان الصياح يتعالى والجموع تقترب من الكنيسة ، دخل الحارس هو الآخر إلى الكنيسة و أغلق البوابة  باحكام.
وقفت الحشود أمام البوابة وبدأت الاستفسارات ماذا فعل؟

وعندما انتشرت المعلومة بما حدث فى المسجد انفجرت الجموع في الضحك ، وشباب كثيرون شتموا وسبوا ولعنوا، ومع سماع أول اشاعة أن الشرطة فى الطريق تفرقت الجموع كأن الأرض ابتلعتهم.

رجل واحد فقط ظل ينتظر خروج السباك حتى ساعة متأخرة من الليل ولكنه لم يخرج .

تاريخ الإضافة: 2019-03-11 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1840
1      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات