تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



خيمة القلب | الأمير كمال فرج


أنا مبسوط جدا، منشكح كما يصف التعبير الشعبي الفصيح من وضع الأخوة السوريين في مصر، أشقائنا في الدم والعروبة، نصفنا الآخر في الشام الذي تآمر الأعداء على فصله بعد ٣ سنوات من الوحدة.

مطمئن لوضع السوريين في بلدهم الأول والثاني مصر، وذلك خلال المحنة التي يتعرض لها الأشقاء في سوريا الحبيبة التي تكالبت عليها كلاب النار من أصقاع الأرض، ولكن لن أطمئن تماما إلا بعد أن تنقشع الغمة، ونحرر الياسمينة الدمشقية من أيدى القراصنة.

استقبلت مصر خلال الأزمة السورية آلاف السوريين، وبغض النظر عن العدد 120 ألف أو أزيد أو أقل، المهم أنها استقبلتهم دون أن تنصب خيمة واحدة، لم تعزلهم في معسكرات على الحدود كاللاجئين، لم تتسول بهم لدى الهيئات الدولية، وتجعلهم عرضة للاستغلال كما حدث في بعض الدول، والتي أصبحت فيها معسكرات اللاجئين مقصدا لتجار اللحم والدين، الذين يتاجرون في السوريات الشريفات الكريمات باسم الزواج. كانت الخيمة الواحدة التي نصبت في القلب.

رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها مصر، والفقر، والوجع الذي ينخر في جسد الشقيقة الكبرى، لم يتأفف أحد أو يمتعض، لم يشكو أحد ويرفع شعارات عنصرية جاهلية مثل "مصر للمصريين"، وأن "ابن البلد أولى"، رغم نسبة البطالة العالية في مصر لم يقل أحد أن "جحا أولى بلحم ثوره".

 لم يتبجح أحدهم قائلا أن السوريين جاءوا ليقاسمونا في أرزاقنا، ويأخذوا فرصنا في العمل، ولم ينظم مجموعة من المغردين حملات تطالب بطرد الأجانب، وتستعدى السلطات ضدهم.

انخرط الكثير من السوريين في المجتمع المصري، وأنشأوا المشاريع المستقلة ، والتي كان معظمها في مجال المطاعم ومحلات الحلوى والملابس، فتميزوا ، ونجحوا، وأصبحت أسماء مثل "الدمشقي"، و"الحلبي" ، و"السوري" ميزة تنافسية تتصدر واجهات المحلات، وأضافوا إلى رصيد التنوع الذي ميز مصر على مر التاريخ.

لم تحقق مصر الريادة إلا بالتنوع الديني والعرقي، وبعد أن اعتبرت الآخر إضافة وليس عبئا، هكذا فعلت أميركا التي تستقطب كل عام الآلاف، وأوروبا التي تستضيف الملايين من المهاجرين، وماليزيا التي تتباهى بالتنوع العرقي الرباعي لديها، وتعتبره نموذجا لآسيا الحقيقية .

الترحيب بالآخر سمة أصيلة في الشخصية المصرية، والتاريخ يؤكد ذلك ، حيث كانت مصر دائما مقصدا للمبدعين في الفن والصحافة والإعلام والسياسة والعمل العام.

قرأت هذا الأسبوع بوست على فيسبوك لمواطن سوري يقول أنه يملك 150 ألف جنيها مصريا، ويرغب في الانتقال إلى مصر، ويسأل الأعضاء النصيحة، وأسعدتني عشرات التعليقات عليه، والتي أجمعت على أن مصر هي الحضن الأدفأ للسوريين .
 
من المؤكد أن الصورة ليست وردية، وهناك سلبيات، ومشكلات يعاني منها المصريون أيضا، ولكن الطابع العام أن الشعب المصري فتح ذراعيه للسوريين، وتقاسم معهم الغذاء والشراب والفقر والأحلام، والمشكلات اليومية، وهذا ما يحدث دائما في مصر الكبيرة التي تفتح ذراعيها للجميع.

أتمنى أن تلهم التجربة المصرية في التعامل مع الآخر الشعوب، وتصبح مصر أمريكا العرب، وأن يكون لدينا يوما الحلم المصري، الذي يجد فيهالوافد الرزق والعلم والعلاج والكساء والدواء والحرية.

تاريخ الإضافة: 2017-08-24 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1326
8      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات