تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



التمناية | الأمير كمال فرج


"التمناية" ميكروباص صغير ظهر في الشوارع المصرية منذ سنوات قليلة، فإذا كان الميكروباص هو وسيلة المواصلات الطويلة ،  يمكن القول أن التمناية وسيلة موصلات المسافات القصيرة .

ولا أدري لماذا سمى بهذا الاسم ، هل لأنه يسع 8 أشخاص ،  ربما .. المهم أن التمناية انتشرت وأصبحت تستحوذ على جزء من سوق النقل العشوائي في مصر ، وهو السوق الذي أخذ منه "الميكروباص" الجزء الأكبر، و"التوك توك" الجزء الثاني الأكبر

و"التمناية" وسيلة مواصلات حديثة، سائقوها بشكل أكبر من المتعلمين الذين عانوا من البطالة ، فوجدوا في هذه الوسيلة بابا للرزق في طوفان الحياة الذي لا يرحم

سعر الأجرة في التمناية بدأ العام الماضي بـ 50 قرشا ، ولكن موجة الغلاء رفعتها بمقدار الضعفين لتصبح 150 قرشا

وفي مصر دونا عن دول العالم لوسائل المواصلات ثقافة خاصة،  تتضمن المحتوى الصوتي الذي ينطلق من الوسيلة ، فثقافة الميكروباص لها الفضل في نشر ثقافة الكاسيت الزاعقة وما تتضمنته من إزعاج، ورغم ذلك صدرت أذواقا شعبية جميلة في بعض الأحيان، وأذواقا هابطة في معظم الأحيان

وللقطار كذلك ثقافة خاصة تتضمن الكثير من المظاهر ، محورها الباعة الجائلون الذين يبيعون المياه الغازية والأمشاط، والفلايت ، والقبعات ، والمنتجات التي تحتاجها ست البيت، ولكل منهم وسيلة ترويج خاصة، وخير من عبر عن عالم القطارات عبدالحي أديب الذي وثق في فيلم يوسف شاهين"باب الحديد" هذا الواقع الغني إنسانيا ودراميا 

وللتوكتوك أيضا ثقافة صوتية يتحكم فيها السائق نفسه بالأغاني الإجبارية التي تنطلق على مدار الساعة من الكاسيت الخاص به، والتي لا يستطيع الراكب الفكاك منها 

وكما في وسائل المواصلات الأخرى، أصبح  للتمناية ثقافة خاصة تنطلق من الكاسيت وسيلة الترفيه الرئيسية للسائق، وربما وسيلة الاحتجاج الخفية على القهر والمعاناة في سبيل لقمة العيش

المهم أن هذا النوع من الثقافة يشكل شئنا أم أبينا أذواق الناس ، وفي بعض الأحيان توجهاتهم الفكرية ، فإذا قدرنا الوقت الذي يقضيه المواطن في المواصلات العامة  كالقطارات والميكروباصات، والتكاتكت، والتمنايات ستكتشف حجم التأثير المتوقع لهذه الثقافة التي يمكن أن تطلق عليها ثقافة الشارع، وهي ثقافة مباشرة ومؤثرة

ولكن ليت الأمر اقتصر على الإزعاج أو الضوضاء ، وتشويه أذواق الناس ، ولكن الأمر قد ينطوي على آثار خطيرة 

منذ  سنوات تنبه البعض إلى تأثير شريط الكاسيت في نشر بعض التيارات المتطرفة ، حيث لجأت بعض الجماعات إلىه لترويج مفاهيم دينية موجهة ذات غرض معين ، مستغلين انتشار الكاسيت وقلة تكلفته، وكانت النتيجة انتشار هذه المفاهيم الخاطئة لتصب في النهاية في البئر الآسن وهو الإرهاب

بالطبع لا أتهم هذا النوع من الثقافات بنشر التطرف والإرهاب ، ولكن ما أود التنبيه إليه التأثير الكبير والسريع لثقافة الشارع  أولا ، وهو ما يجعلها وسيلة فعالة لنشر الثقافة الجيدة وكذلك الرديئة، وثانيا إمكانية استغلال البعض هذا الأسلوب في نشر المفاهيم الخاطئة ولن أقول التطرف من ناحية أخرى

كنت أتمنى أن تتسم وسائل النقل العامة بالهدوء الذي يراعي الذوق العام ، كما يحدث في كل الدول، ولكن في مصر صعب ، فالمصريون لابد أن يضعوا التاتش الخاص بهم

لذلك كل ما يمكن عمله تقويم هذه الثقافة، ووضعها في إطارها الصحيح ، ومنع استغلالها في ترويج المفاهيم المغلوطة ، وذلك يمكن لا بالرقابة والتسلط ، والمنع، ولكن  بالتعليم والتوجيه.

رغم عمرها القصير دخلت التمناية القاموس الشعبي المصري ، ودخلت التاريخ الاجتماعي للمصريين ، بل وتاريخ الجرائم أيضا ، بعد أن عثرت الشرطة المصرية الشهر الماضي على سائق تمناية  مقتولا في الصحراء

ومهما كانت السلبيات والايجابيات، ستظل كغيرها من وسائل المواصلات بيئة واقعية توثق التاريخ الاجتماعي للمصريين بما يتضمن من هموم ومشكلات

 

تاريخ الإضافة: 2017-08-03 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1605
7      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات