تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأمير كمال فرج من بوابة الصين : التجربة الهونجكونجية


هل يمكن أن تتعرف على بلد ما من مطارها الدولي؟، هل بوسعك خلال ساعات معدودة أن تضع فكرة ما عن شعب ، حضارته، ووضعه الإقتصادي ، وأطعمته، وثقافته، وأزياءه، والحياة السياسية فيه، ومستوى الديمقراطية التي يتمتع بها ؟.

هل بوسع راكب الترانزيت ـ الذي حطت به الطائرة في مطار ما دون تخطيط فيضطر للانتظار ساعات ليركض إلى طائرة أخرى، ووجهة جديدة ـ أن يعرف جيدا بلد الساعات ، هل يمكن للعلاقة العابرة أن تصبح علاقة حب؟، هل يمكننا ننسف قواعد السياحة، ونتغلب على معضلة التأشيرات، ونؤسس لسياحة جديدة هي "سياحة المطارات"؟، .. الإجابة.. نعم.

هذا ماحدث معي خلال رحلتي إلى تايوان، عندما نزلت بي طائرة الخطوط القطرية في مطار هونج كونج ترانزيت، فقد كانت الساعات المعدودة التي قضيتها في المطار ريثما يحين موعد طائرتي على الخطوط الصينية إلى تايبيه كافية لأعرف الكثير عن هذا البلد.

مصادر الصحفي كثيرة ، ولكن أقواها الصحفي نفسه ، الذي يتحرك ويرصد كل التفاصيل، ويسجل بالحواس الخمس كل شيء، ويرصد بأجهزة الاستشعار ما وراء الصورة، لتأتى اللحظة المناسبة ليكتب تجربته إلى العالم.

من خلال مبنى المطار الفخم تعرفت على المستوى الاقتصادي والحضاري، ومن خلال خدمات المطار كالسيور المتحركة العريضة التي تقطع المطار من أوله لآخره، والمطاعم المتنوعة بأكلاتها البحرية، واللوحات الإرشادية التي تعطيك كل المعلومات دون سؤال، ودورات المياه المزودة بأجهزة استشعار فتنظف نفسها قبل الاستخدام وبعده، ـ لا عامل يحمل لك المناديل مستجديا البقشيش ـ تعرفت على مستوى قطاع الخدمات السياحية، ومن أجهزة اللابتوب المتعددة المزودة بالإنترنت المتاحة مجانا للمسافرين، عرفت سرعة الإنترنت.

أما موظفات الجوازات وشركات الطيران الأنيقات الجميلات وابتساماتهن التي تردُّ الروح ، وحركتهن السريعة تعرفت منهن على فتاة هونج كونج، وما وصلت إليه من ثقافة وعلم وخبرة عملية، ومن خلال اللافتات الإعلانية السياسية المنشورة عند بوابات الصعود عرفت لمحة عن العمل السياسي والسجالات الدائرة فيه، ومن خلال المحلات الفخمة بالمطار التي تتصدرها عبارات Dior و Chanel  و Scada أدركت حجم الانفتاح الذي حدث هنا بعد سنوات طويلة من الحكم الشيوعي.

من خلال أحد المواطنين في صالة الانتظار لمست طيبة أصحاب الوجوه المدورة، وأدركت ايضا قلة المعلومات المتوفرة لديهم عن مصر، فقد كان الرجل لا يتكلم الإنجليزية ، لذلك كانت محاولتي تعريفه ببلدي بائسة، فحاول الرجل أن ينطق اسم مصر وقال بصعوبة "إشيو" قاصدا بذلك "إيجبت" وأنا لا أفهم ، ففتح الجوال وبحث في جوجل عن اسم مصر ، وعندما وجده أشار لي فرحا وردد كلمته الغريبة "إشيو"، ومن خلال آخر ساعدني مجتهدا في تحويل لغة لاب توب المطار من الصينية إلى الإنجليزية لمست ثقافة هذا الشعب وحرصه على مساعدة الغير.

في جنبات المطار تنتشر فاترينات كثيرة تعرض فيها نماذج من صناعات هونج كونج القديمة، كالمكائن والأدوات والأجهزة،  فأدركت من خلالها التطور الصناعي التي حققته هذا البلد الذي وصفت تجربته الاقتصادية بالمعجزة ، أدركت أيضا المرتبة التي يضعها هذا البلد للصناعة ، وكيف أنها تعدت المهنة والنشاط الاقتصادي لتصبح عامل فخر يتم التباهي به أمام العالم .

هونج كونج هى الأكبر بين المناطق الادارية الثلاث التي تتبع جمهورية الصين الشعبية، وهما ماكاو وتايوان، كانت مستعمرة بريطانية من سنة 1842، وعادت للصين سنة 1997 ، لتحصل على حكم ذاتي، وفقا لنظام الصين الواحدة، الذي ينص على بلد واحد بنظامين.

أما مطار هونغ كونغ الدولي أو تشيك لابكوك نسبة للجزيرة المقام عليها، فقد افتتح عام 1998 ليكون بوابة الصين، ورغم عمره القصير صنف في الدراسة التي تجريها سكايتراكس للأبحاث كأفضل مطار في العالم لسبع مر

زيارتي الترانزيت العابرة لمطار هونج كونج دفعتني لمعرفة المزيد عن التجربة الهونجكونجية، ومن خلال القراءة والاطلاع تعرفت على الكثير في مجال السياسة والاقتصاد والحضارة والسياحة ، فأحببت هذه المدينة أكثر.

أتمنى أن تتجاوز زيارتي المقبلة إلى هونج كونج حدود المطار، لأقارن بين الصورة الانطباعية التي كونتها خلال ساعات، والواقع ، وأنا متأكد أنني سأجد هناك نفس الصورة الجميلة التي منحني إياها مطار تشيك لابكوك الأنيق الجميل.  

تاريخ الإضافة: 2017-07-06 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1672
9      80
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات