تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



طب المقاولات | الأمير كمال فرج


كلما راجعت مستشفى بسبب ألم بسيط، أخرج محملا بكيس كبير من الأدوية يمكن أن تشغل حيزا كبيرا في بقالة، ومن الممكن أن تكون نواة لافتتاح صيدلية، وإذا كانت الشكوى عرض بسيط يطلب الطبيب فحوصات تكلفت أكثر من 1000 ريال، ولا تنجح محاولاتي في إفهامه أني خضعت منذ فترة قريبة لنفس الفحوصات وأن النتيجة كانت والحمد لله زي الفل.

إستغلال المستشفيات للتأمين الطبي ظاهرة لا يمكن إنكارها، حيث يخضع الأطباء المريض لفحوصات وأشعات وإجراءات غير مبررة بهدف زيادة الربح، وهي حالة يجب التوقف عندها ومواجهتها، لأنها لا تعكس فقط الجشع الإستثماري، وسرقة موارد الشركات التي تؤمن على منسوبيها سنويا بالملايين، التي تخصمها من حقوق الموظفين، ولكنها مؤشر خطير على اختلاط ماء الشرب وبالصرف الصحي، والطب بالمال، والرسالة السامية بمقتضيات السوق التي تسعى إلى هدف وحيد وهو الربح .

لا يمكن أن نتجاهل ما يترتب على الفحوصات والأدوية غير المبررة من سلبيات ، مثل إهدار وقت المريض، وتعريضه أكثر لعدوى المستشفيات، والخسائر التي تقدر بالمليارات سنويا، والأخطر انهيار الثقة في الوسط الطبي كنتيجة طبيعية لتلك الممارسات.
هناك العديد من الأصحاء زرع الأطباء داخلهم وهم المرض، فتآكلوا وأصبحوا بالفعل مرضى، كالشخص الذي دخل المستشفى على قدمه، وخرج على نقالة. 

شهدت في حياتي الصحفية عشرات من الحالات والأخطاء والكوارث الطبية التي انتهت بالإعاقة أو الموت ، في كل حالة أطالعها وأصوغها للنشر الصحفي أجد دائما عنصر الفحوصات والتدخلات الطبية غير المبررة والتي قد تنتج إما عن جهل طبي، أو رغبة مسعورة من المرفق الطبي لجلب المال.

ولكن للحق هناك فئة من الأطباء تخشى الله ، ولا تطلب الفحوصات إلا للضرورة القصوى وتؤمن أن الطبيب هو العنصر الأساسي في التشخيص وليس الآلات.
إستمعت من زملاء أطباء إلى العديد من الوقائع التي تؤكد أن الجشع هو المحرك الأساسي للعمل الطبي، خاصة لو كان المريض مؤَمَّنا عليه، وراءه شركة تأمين تدفع النسبة الأكبر من قيمة علاجه، فالدخل الشهري الذي ستحققه المستشفى مقدم على أي شيء، وفي سبيل ذلك يتسابق الأطباء في صرف الأدوية وعمل التدخلات الطبية لتعظيم دخولهم الشهرية، خاصة وأن الكثير منهم يحصلون على نسب من الدخل إلى جانب الراتب، وهو ما حول الطبيب في بعض الأحيان إلى مندوب إعلانات عليه أن يحقق Target معين كل شهر، وإلا، وهو ما أفرز لنا "طب المقاولات" على غرار "سينما المقاولات".
لذلك كله برزت ظاهرة الخوف من المستشفيات، وبدلا من أن تكون المرافق الصحية مصدرا للاطمئنان والتماس الصحة أصبحت مصدرا للفزع.
الحل في رأيي سحب الخدمات الصحية من القطاع الخاص، واقتصارها على الدولة، فليس من مصلحة الدولة أن يكون المواطن مريضا أو جاهلا، .. هناك أشياء لا يمكن أن تخضع لقواعد الربح والخسارة، كالصحة والتعليم، كما تفعل الدنمارك .. الدولة تحصِّل ضرائب من المواطنين، ولكنها في المقابل تقدم  لهم خدمات تعليمية وطبية شاملة.
عندما زرت أسرة أخي المقيم في كوبنهاجن، تفاجأت عندما وجدت ممرضة من الهيئة الصحية تحضر للمنزل في توقيتات محددة لوزن إبنة أخي الرضيعة والكشف عليها، وكتابة تقارير دورية عنها ، وكيف جلس الأبوان أمامها كالتلاميذ يستمعون لتعليماتها ، وكيف أن لهذه الممرضة سلطة معاقبة الأبوين لو لمحت تقصيرا في صحة الطفلة.
الصحة رسالة وليست مهنة، والتعليم كذلك، لذلك لا يمكن أن يخضعا لقواعد المقاولين من ربح وخسارة وغش في بعض الأحيان .

تاريخ الإضافة: 2017-04-22 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1451
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات