تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



أصوات مصرية | الأمير كمال فرج


توقف أي صحيفة أو موقع ألكتروني عن الصدور خبر محزن ، لأن أحد منابر الوعي قد سكت ، وأحد مشاعل النور قد انطفأ ، .. ليس ذلك فقط ، ولكن تعثر صحيفة إنتكاسة حضارية، لأن تقدم المجتمع ـ أي مجتمع ـ يقاس بحجم الوعي والحرية والشفافية، وتعدد المنابر الإعلامية.

لذلك حزنت عندما علمت بقرار مؤسسة تومسون رويترز البريطانية بإغلاق موقع "أصوات مصرية" بنهاية 31 مارس بسبب توقف التمويل، والذي جاء بعد أسابيع من خبر محزن آخر وهو إغلاق صحيفة "السفير" اللبنانية العريقة في جو دراماتيكي لنفس السبب وهو ضعف التمويل.

تابعت موقع "أصوات مصرية" صدفة، ولفت نظري الجهد الصحفي الذي يقدمه الزملاء العاملون به ، وإن كنت قد شعرت وقتها بعدم الإرتياح ، والسبب تمويل وزارة الخارجية البريطانية للموقع، حتى ولو كان باسم عربي وبلغة عربية ، وبعاملين مصريين ، فقد كنت أعتقد ، ولازلت ـ أن الصحافة المصرية يجب أن تمول من المصريين، وإن كنت أعذر الأخوة القائمين عليه للجوئهم لوكالة رويترز لإطلاق مشروعهم الصحفي ، لأنهم لو وجدوا الدعم في الداخل لما لجأوا إلى الخارج ، وفقا للمثل الذي يقول "إيه اللي رماك على المر .. أمر منه".

بغض النظر عن الهواجس السياسية، المتأمل لتجربة "أصوات مصرية" سيكتشف أنها ـ رغم التمويل الاجنبي ـ تجربة مصرية خالصة ، في أخبارها رائحة الخبز، وفي معاركها الصحفية ضوضاء الشوارع وصيحات الباعة الجائلين، صدرت في 2011 بعد ثورة 25 يناير ، لتكون إحدى ثمار الديمقراطية الموعودة، .. حاولت أن تواكب الأحلام الكبرى، نجحت أحيانا، وتعثرت أحيانا أخرى، وفي النهاية إنكفأت على وجهها، من غير ماحد يسمي عليها، وتعثرت كما تعثرت أحلام كثيرة .

ولكن الغريب أن خبر إغلاق الموقع مر كأي خبر عادي في مصر المحروسة ، ففيما تبرأت منه المؤسسة الناشرة وهي رويترز باعتبار أنه موقع مصري، تبرأ منه أيضا المصريون تحت زعم أنه موقع أجنبي ،  تماما كالمولود لزواج مختلط، تضيع هويته بين الشرق والغرب، ويتبرأ منه الطرفان، وتكون نهايته الضياع.

سقوط "أصوات مصرية" بهذه السرعة يثير الاستغراب، وأيضا رفض وكالة رويترز نقل ملكيته إلى العاملين به، ورفض عروض من مستثمرين لتبنيه، وكذلك السبب المعلن وهو توقف التمويل، رغم أن الساحة مليئة بالصحف والفضائيات والمواقع الإخبارية الخاصة التافهة التي تخسر ، ولكنها لازالت مستمرة ، والممولون ينفقون عيها بسخاء.

ورغم العوامل المختلفة التي تكالبت وأغرقت تجربة صحفية مصرية واعدة، لا يمكن فصل توقف "أصوات مصرية" عن أزمة الصحافة في مصر والتي تواجه العديد من التحديات.

وبغض النظر عن القضايا الفرعية التي أعقبت قرار الإغلاق ، مثل حقوق العاملين ، وأرشيف الموقع الضخم الذي رفض الموظف البريطاني الإفراج عنه، فإن توقف الموقع له مدلولات ثقافية وسياسية وإعلامية يجب دراستها.
بعد يومين سيتوقف رسميا "أصوات مصرية" ، وستتوقف صحف أخرى هنا وهناك، لذلك تبرز الحاجة إلى تكاتف أبناء المهنة، والتوقف عن المعارك الجانبية، والجلوس على مائدة واحدة لبحث التهديدات الخطيرة التي تواجهها صاحبة الجلالة.
.
تاريخ الإضافة: 2017-03-27 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1478
5      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات