تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



محمد جبريل | الأمير كمال فرج


في النرويج خصصت الدولة مجموعة من الفيلات الأنيقة الواسعة لإهدائها إلى الكتَّاب والأدباء ، وفي مصر يموت الأدباء على المقاهي من الفقر والعوز ، العالم الأول عرف قيمة الأديب التي لا تقل عن قيمة المخترع والعالم، فوضعوه في مكانته المناسبة ، أما نحن فجهلنا هذا الدور ، وحتى نجمِّل الصورة ضحكنا عليه بشهادة شكر وتقدير من المكتبة بـ 3 جنيه .

في مصر الآن يعاني أستاذي الأديب محمد جبريل، (78 عاما) بعد أن منعه خطأ طبى من المشى منذ عامين، ويحتاج عملية خارج مصر تتكلف 12 ألف يورو، ورغم صدور قرار بالعلاج على نفقة الدولة، إلا أن الأجهزة البيروقراطية تعيق سفره حتى الآن، فمرة يقولون أن قرار العلاج يحدد 10 آلاف يورو، ومرة يطلبون من المريض السؤال عن التكلفة في أماكن أخرى.  

يصف العم جبريل وضعه الصحي، ويقول بأسلوب أدبي واقعي مؤثر "الآن لم أعد أستطيع الوقوف على قدمى ولا أستطيع الحركة أصلا. اختلطت داخلى مشاعر العجز والاشفاق وأنا أسلم نفسى لزوجتى زينب وهى تلبسنى الثياب، فى بعض الأحيان أشعر أن الموت قريب منى كما لم يحدث من قبل، أتنفس رائحته، فأكثر من ترديد الشهادتين، وأقرأ الفاتحة وأسلم نفسى للنوم، أتوقع زيارة الموت فى أثناء الليل، لا أعرف إن كان سيصحبنى فى هدوء أم يجعلنى أعانى عذاباته، أشعر أن الحياة تنحسر داخلي".

جبريل القامة الأدبية والفكرية الذي كان يستقبلنا في شقته في حي النزهة، بمصر الجديدة، والتي كانت ملأى بالتلامذة والمريدين، يجلس الآن وحيدا، عدا زوجته الأديبة الدكتورة زينب العسال التي تخفف جراحه. 

صديقي الشاعر إبراهيم خطاب، أصيب بجلطتين في الدماغ والقلب الشهر الماضي، وظل لفترة طريحا بمستشفى كفرالزيات العام في وضع خطر لعدم توفر حقن إذابة الجلطات ، وهو ما دفع بعض الزملاء بالخارج إلى التدخل وتجميع ثمن الحقن، والحمد لله خرج إبراهيم من المستشفى ليواصل الحرفة التي لا يتقن غيرها ، وهي كتابة الشعر الجميل الذي يسمعه الجمهور فلا يملك إلا أن يقول .. الله .

منذ أسابيع أصيب الشاعر السكندري رأفت رشوان بعارض صحي في القلب، استلزم فحوصات متخصصة ، مع احتمال إجراء عملية جراحية، وأمام تقاعس الجهات الثقافية الرسمية عن فعل أي شيء، بادر عدد من أدباء الأسكندرية يقودهم الشاعر أحمد محمود مبارك بتجميع المبلغ اللازم للإجراءات الطبية من الأدباء والمبدعين، والحمد لله خضع رشوان للإجراءات الطبية المطلوبة، وعاد إلى أسرته وعيناه تذرفان بدموع الفرح والعرفان لزملائه الذين وقفوا معه .

عشرات من الأدباء والمبدعين يسقطون كل يوم ضحية المرض ، ولا يجدون العلاج ، بعضهم يجد من يقف معه من المحسنين، والبعض الآخر يموت وفي قلبه غصة الحسرة والندم، بعد أن أفنى عمره في سبيل القيم الجميلة، وعندما وقع تنكرت له نفس القيم.

لا زلت أتذكر الفنان الراحل محمد رشدي الذي عانى في أواخر حياته من مرض الكلى، ولم يجد ثمن العلاج ، وأتذكر جيدا مادار في مكالمتي الأخيرة معه قبل وفاته، وكيف أنه تعلق بأمل أن يقوم أمير سعودي بعلاجه بعد أن قرأ قصته، واتصل سكرتيره به طالبا الفحوصات الطبية ، ولكن القدر كان أسرع ، فمات من الحسرة قبل ان يموت من الموت .

يقدم الأديب في مصر عمره من أجل الكلمة، يجمع جنيهاته القليلة ، ليسافر في قطارات الدرجة الثالثة إلى أقصى المدن ليلقى قصيدة، يقتطع من قوته وقوت أولاده مبلغا ليصدر كتابا نحيلا سييء الطباعة، يحرق أيام العمر الثمينة في الندوات والأمسيات، ويقدم للوطن خلاصة فكره وإبداعه،  وعندما يمرض يفر الجميع من حوله، ويلقى جزاء سنمار .

لو كنت من صاحب القرار الثقافي في مصر لأوقفت هذه الملهاة الثقافية، وجعلت علاج الأدباء البند الأول في ميزانية وزارة الثقافة التي تقدر بـ 2.3 مليار جنيه، فالأديب هو حجر أساس الوطن، والمدماك الأول في أي إصلاح أو تطور حضاري.

تاريخ الإضافة: 2016-07-22 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1627
6      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات