إنَّ صحنَ الفولِ سامِي
كلَّ إفطارٍ أمَامِي

زاخراً بالسوسِ يعلو
فوق وصفٍ أو كلامِ

بيننا في الجيش عشقٌ
إن سهمَ العشقِ دامي

*  *  *

يعلنُ السوسُ احتجاجاً
ضِدَّ أفواهَ الأنامِ

ويصيحُ: الفولُ بيتي
دونهُ يغدو حِمَامِي

سوسةٌ تهتزُ تيهاَ:
من تُرى يعلو مقامِي

في سحور الفجرِ يحلو
وبهِ يحلو صيامي

طعمهُ في الأكِل شهدٌ
مثلَ أزواج الحمَامِ

أكلةٌ منهُ فتغدو
هائماً مثل النَعَامِ

*   *   *

في هواهُ العذب – فولي -
ذابَ عشقِي وهُيَامِي

وإذا ما نمتُ القَى
قِدْرَةً عبرَ مَنَامِي

بائعَ الفولِ صباحاً
بلَّغ الفولَ سَلامِي

*   *   *

فوقَ هامِ المجدِ يعلو
يصعدُ السوسُ العصامي

وبعرشِ الفولِ يبقى
حاكماً رَحْبَ الزمامِ

فجموعُ الشعبِ يوماً
بايعتهُ على الدوامِ

*  *   *

يا وزيرَ الحربِ مرحي
خَفَّفَ المولى كلامِي

سأقولُ الحقَّ حتى
لو كسرتمْ لي عظامي

فكلامُ النورِ أحلى
من كلامٍ في الظلام

*    *    *

أيها الفولُ المُفَدَّى
لكَ حُبي واحترامي

وأخذوا يا صحبِ قولي
حكمةً عبرَ الأنامِ

إن فولاً دونَ سوسٍ
ليسَ أهلاً للطعام

السلوم في 5/3/1989م