حضرَ الربيعُ فأنشدَ الغرَّيدُ
وتراقصتْ بين الغصونِ ورودُ

وتمايلتْ كلُّ القوافي واعتلى
وجهُ الزمانِ تبسمٌ وخلودُ

خرجتْ طوابيرُ الشموسِ قوافلاً
في الأفْقِ تحفلُ بالهوى وتشيدُ

لبستْ ديارُ الحَي أحلى حلةً
وهفا إلى سمعِ الزمانِ نشيدُ

والزهرةُ الهيفاءُ أشرقَ غُرْسهَا
راحتْ تزَّين مقلتيها الغيدُ

والحقلُ أفضى بالسنابلِ والمنى
والريحُ تلهو والنخيلُ سعيدُ

وتلألأت في المَرْجِ أزهارُ الجوى
وانزاحَ من فوقِ السهولِ جليدُ

طوبى لأطيارِ الحديقةِ إنها
صَارتْ تغني لحنها وتُعيدُ

أقبلْ ربيعَ العمرِ أشرقْ في الدجى
فالكونُ قبلَكَ مظلمٌ وعنيدُ

والعمرُ قبلَكَ كانَ حقلاً مقفراً
ومدينةً فيها الظلامُ يسودُ

أهلاً وسهلاً جئتَ أحللتَ المنى
وجعلت أفراحَ الزمانِ تعودُ

وجعلتَ كثبانَ الرمالِ مرابعاً
تزهو عطورٌ حولها وتزيدُ

وغدا الهجيرُ يفوحُ جواً نادياً
يحلو بهِ وقتَ المساءِ قُعُودُ

هذا مكانُكَ فوقَ هاتيكَ الربى
يحويهِ زهرٌ ضاحكٌ وعديدُ

فاطوِ رداءَ الحسنِ واهنأ بالهوى
عرشاً عليهِ لآلئٌ وعقودُ

هيا نسيمَ الزهر رَفْرِفْ حولنا
فاليوم جاءَ إلى رباكَ العيدُ

كفرالزيات في 1986م