أقبلي بالحب هيا لا تخافي
وافتحي للقلب أبوابَ التصافي

ودعيني أصطفي عينيك أهدي
مقلتيكِ الحب شعراً وقوافي

أشرق الصبحُ على الكون إلينا
والمدى الممتد في الآفاق صافي

والهوى العذريُ يدعونا إليه
وينادينا بألحانِ الضفاف

أقبلتْ شمسُ الهوى في الأفق تخطو
كعروس ترتدي ثوبَ الزفاف

يصدحُ القيثارُ ألحاناً عذاباً
والورودُ البكرُ دانت للقطافَ

فتعالى يا منى الإصباح هيا
خافقي في ساحة الأشواقِ وافي

أقبلي بالحب فاض الشوق عندي
يا شذا الأزهارِ يا نبعَ العفافِ
   
أيُّ سحرٍ فيك يرتادُ المجالي
أيُّ نورٍ منك يسري في شغافي

أي حسنٍ فيك تحصيه الحكايا
أي سرٍ في حنايا العين خافي

أي فن زان يا شقراءَ خصراً
يتهادى بدلالٍ وهياف

أي إبداعٍ من الحسن تجلى
بالقوام الحلوِ والقدِ المعافى
   
نحن عصفوران في الأغصان نعدو
ونغني للهوى لحن اصطياف

نلقط الحَبَّ من الاجران نسمو
في الأثير الرحب والحلم الموافي

كم رحلنا في ثريات المعالي
وانطلقنا في غدوٍ وطواف

وأخذنا نملأُ الأكوان شدواً
وسهرنا والمدى الليلي غافي

أقبلي بالحب يا أحلى الصباياَ
فحرامٌ أن يواسينا التجافي

قد عرفنا الحب في الأزمان درباً
فعلام السير في درب المنافي

إن يكن قلبي طواهُ الآن حزنُ
وجراحُ طيفك الوردي شافي

وإذا الدنيا بدرب العيش ضاقت
بالأماني فهواكِ العذبُ كافي