مدينَة كل المنى والزَهرْ
وروضاً تلألأَ فيه الثمرْ

على النهر جالسةَّ كعروسٍ
تُوفُ بثوبِ الصبَا للقمرْ

وترقص فيها جموعُ النخيلِ
وتمرحُ فيهاَ عذاَرى المطرْ

*  *  *

هنا يتحطمُ صرحُ الغزاةْ
وتعلو لأفق السماء الجباه

وتبني السواعدُ مجداً تليداً
أصيلاً تحدث عنهُ الرواه

تميلُ الزنابق تيهاً وحسناً
وتهتف في الروض : تحيا الحياه

*  *  *

هنا فوق حقل الورود الجميلْ
تنامُ الشموس بوقت الأصيل

وتجري صباياَ الورود سريعاَ
تنادى رحيق الرضاب العليل

وتلتفُ كل الربى الضاحكاتِ
ليبدأ في التو حفلُ النخيل

*  *  *

هنا عند نبعِ المياه الأثيرْ
تهادى على الشط نفخُ العبير

وأبرقَ سربُ الجميلَات حسناً
لتملأن في الصبحِ ماءَ الغدير

تغنين أغنيةَّ للسَواقي
يرددها الأقحوانُ الغرير

*  *  *

على الحجر الأثري القديمْ
تكلمَ صوتُ الزمانِ العظيم

وخطَّ بضوء الشموس الحكاياَ
يجللها في الخلودِ النسيم

ودامَ على الدهرِ كنزاً عزيزاً
يترجمُ أمجادَ شعبٍ كريم

*  *  *

هو الفرحُ أورقَ عبرَ القصيدْ
ورتلَ في القلب لحنَ النشيدْ

مع الفجرِ جاء طليقاً سعيداً
يزركش شكل الصباح الجديد

وأرسل شمسَ الحقيقةِ صبحاً
لتزرع زهرَ المنى في رشيد.