تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      
المؤلفــات » فرسان من حجر » التسوق .. متعة ناقصة

التسوق ظاهرة اجتماعية موجودة في كل المجتمعات، صناعة وتجارة، وربح وخسارة، همّ شهري لرب الأسرة،  وهواية لكل سيدة، ناموس يومي للبشر، العاديين والسادة، والفقراء والنبلاء، ولكن الفارق الوحيد في السلعة، هناك من يشتري كسرة الخبز، وهناك من يشتري الرولزرايس.
والتسوق في هذه المدينة متعة، ولكن ينقصها عنصر هام وضروري وهو الزحام والناس، صياح الباعة الجائلين،  وتغزلهم في بضائعهم بالأغاني والأمثال، هذه الصفة التي يتميز بها الشعبيون، هذه الملامح التي تجدها في الموسكي والعتبة وأسواق القاهرة التي تنبض بالحياة، هذا الزحام الذي جعل المطرب الشعبي أحمد عدوية يغني أغنيته الشهيرة (زحمة يا دنيا زحمة) ..!
وللتسوق هنا وسائل عدة، فهنا البقالات ومحلات التسوق الكبيرة، والمراكز التجارية الفخمة، وكلها تقدم المنتجات بأسعار مرتفعة أحياناً، ومنخفضة أحياناً أخرى، البقالات الصغيرة تحتوي على أهم المنتجات التي يحتاجها المنزل، ويديرها غالباً شباب عرب، أو هنود، أو باكستانيون،  أو لبنانيون، أو مغاربة.
"عائشة" فتاة مغربية مقيمة هنا منذ سنوات بعيدة، حاصلة على الجنسية الدنماركية، تبتسم ملامحها العربية السمراء ، بخجلها العفوي الذي يشبه خجل العروس في ليلة الزفاف، تعمل عائشة بائعة في محل بقالة يقع أسفل محطة قطار "فودوفغا"، توميء بخجل وهي تعطيك باقي النقود، ولكن رغم الابتسامة تلمح في عينيها حزناً مقيماً، قلقاً مما تخبؤه الأيام القادمة ..
 فسيفساء عربية حزينة في بلاد الغرب، زرعت في أرض غريبة،  فأنبتت الغربة والوحشة والقلق، ورغم زراعتها في أرض غريبة لم تفقد ملامحها العربية السمراء، لم تزل عائشة رغم اختلاف التربة وطول البعاد تستمع إلى عبدالوهاب الدوكالي، وتعد لأسرتها بيديها البسطيلة المغربية والحريرة والشبيّكة.
وتتميز البقالات الصغيرة بوجود أعلام صغيرة معلقة عليها من الخارج، فإذا لمحت من بعيد محلاً عليه أعلام صغيرة فاعرف أنه بقالة، عدا ذلك توجد البقالات الكبيرة وهي عبارة عن سوبر ماركت كبير يحتوي على كل ما تحتاجه الأسرة، ومن الأمثلة على ذلك سوبر ماركت NETTO، وله فروع كثيرة في مختلف أحياء المدينة ويتميز بأسعاره المعتدلة، الأمم المتحدة أيضاً والهيئات الدولية تعلق على أبنيتها أعلاماً، ترى هل هناك رابط أو علاقة بين السوبر ماركت والأمم المتحدة ..؟
وتنتشر أيضاً هنا المراكز التجارية المتكاملة، وهي عبارة عن مكان واحد يتجمع فيه عدد كبير من المحلات التجارية متنوعة الأنشطة، من هذه المراكز Hvidovre Stationscenter وهو أحد المراكز الشهيرة في حي "فودوفغا"، ويضم هذا المركز العديد من المحلات التي تقدم خدمات بيع الأزياء،  والعطور، والساعات، ولعب الأطفال،  والأحذية، والمكتبات،  والتصوير والتحميض .. وغيرها ..
ولكن هناك نوع آخر من المراكز التجارية الكبرى مثل سلسلة مراكز IKEA والذي يحتوى على كل ما تتخيله من منتجات، من الإبرة للصاروخ كما يقولون، كل ذلك تحت سقف واحد وليس عدة محلات، يتكون المركز من أدوار وأقسام مختلفة متنوعة تقدم العديد من المنتجات، الجديد في هذا المركز أنه يقدم منتجات من الكثير من بلدان العالم.
وصاحب فكرة هذه المراكز انغفار كامبراد وهو مواطن سويدي بدأ حياته في بيع الكبريت، ثم بيع السمك وزينة أشجار عيد الميلاد، ثم تخصص بعد ذلك في بيع الأقلام، لتتكون بعد ذلك لديه فكرة إنشاء هذه الشركة وهو في السابعة عشر من العمر، وبدأت الشركة في السويد عام 1943 بتصنيع الأثاث وبيعه، وتحت شعار "حياة عصرية عبر أثاث منزلي مميز" انطلقت الشركة لتحقق العديد من النجاحات، وفي عام 1963 أنشأت إيكيا أول متجر لها في اوسلو في النرويج، وفي عام 1969 تم افتتاح أول متجر له في الدنمارك.
لقد حلم انغفار كامبراد في البداية بوجود مكان واحد تتجمع تحت سقفه منتجات من جميع البلدان، وكان له ما أراد ونجحت الفكرة، وحقق أرباحاً طائلة، في هذه المراكز تجد منتجات من الهند وأندونيسيا والسويد واليابان وغيرها ..، وبعضنا يعرف منتجات "إيكيا" الموجودة الآن في الكثير من البلدان العربية والتي تمتاز بالتنوع والجمال.
المطاعم هنا كثيرة متنوعة أشهرها مطاعم الوجبات السريعة مثل كنتاكي، وماكدونالدز ، وهناك أيضا مطاعم صينية وهندية وعربية تعرفها بسرعة من واجهاتها، كما توجد محلات تقدم المطبخ الشرقي والعربي، أيضاً هناك محلات إذا شاهدتها تشعر كأنك في مدينة عربية مثل محلات الشاورما والكفتة والكباب، ولكن احذر من الأكشاك الأنيقة المنتشرة في الميادين والمناطق السياحية والتي تبيع الهوت دوج، فلحومها شهية، عندما تأكلها تستطيب طعمها، وعندما تسأل عن نوعية هذا اللحم سيقولون لك "لحم خنزير" ..!
ظاهرة الخصومات والأوكازيونات الموجودة في العالم العربي لا مكان لها هنا، فالأسعار ثابتة معلقة على كل منتج،  ولا مجال للنقاش فيها، ولكن الملاحظة العامة التي لاحظتها التفاوت الكبير في الأسعار من محل إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، فإذا أردت التسوق يجب أن تمر على المحلات أولاً ، وتقارن ثم تشتري بعد ذلك.
من الأشياء الغريبة التي شاهدتها في هذه الأسواق آلة معينة لتجميع قوارير المياه، ما عليك إلا أن تجمع قوارير المياه الغازية الفارغة، وتضعها في هذه الآلة، فتدفع لك "الآلة"، 2 كرونا عن كل زجاجة، وسيلة طريفة لتشجيع جمع العلب الفارغة، وهي طريقة تجلب المال أيضاً.
في مركز "إيكيا" لاحظت أنك حتى تحصل على عربة من خارج المركز تضع فيها حاجياتك يجب أن تدخل 10 كرونات معدنية في جزء موجود بيد العربة نفسها حتى تتحرر من القيد الحديدي، إلى هنا والكلام عادي، غير العادي أنك يمكن أن تستعيد هذا المبلغ إذا أعدت العربة مكانها، ووضعت القطعة الحديدية التي تؤدي إلى ربطها مع زميلاتها داخلها، فتخرج لك العشرة كرونات ثانية، أسلوب توجيهي يجبرك على إعادة العربة إلى مكانها، لا يركن إلى الأمر والنصح المباشر، ولكن أسلوب "أفد واستفد" ..!

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :826
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات