تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      
المؤلفــات » فرسان من حجر » "غسالة" لكل ثمانية

البيت الدنماركي أنيق ومرتب، وهو غالباً صغير الحجم،  ولكن به استغلال جيد للمساحات، معظم المواطنين يسكنون في بنايات سكنية، كل بناية لا تتجاوز طابقين أو ثلاثة، وفي أحيان أخرى تسكن العائلة في فيلا خاصة من دور أو اثنين، أي أنه لا توجد عمارات عالية أو ناطحات سحاب كما يوجد في أميركا، وذلك طبيعي لأنه لا توجد مشكلة سكنية مزمنة تستدعي التوسع الرأسي.
وطرق البناء في الدول الغربية عموماً تختلف عن طرق البناء في العالم العربي، وذلك لاختلاف البيئة والعادات والظروف الاجتماعية، ولاشك أن أهم اختلاف يكمن في طريقة تشييد السقف، فالسقف في الغرب يتخذ غالباً الشكل الهرمي، وذلك حسب تفسيري حتى لا يتجمع الماء الناتج عن المطر والثلوج المتساقطة عليه.
 الطبيعة غالباً ما تفرض شروطها ليس على طعامنا وشرابنا وملبسنا فقط، وإنما على طريقة البناء أيضاً، أثناء تجوالي في إحدى المناطق صادفت بيتا تحت الإنشاء فاقتربت والتقطت الصور له، وتوضح الصور أنهم يستعينون في تسقيف المنزل بمواد مختلفة منها الخشب والمشمع والطبقات الأسمنتية الجاهزة والمواد العازلة.
ويلاحظ أن كل شيء في الدنمارك مجهز ضد البرد، ومن ضمن ذلك البيوت، فالملابس ثقيلة، أغطية خاصة للرأس، جوارب سميكة، والمنازل لابد وأن تكون مجهزة بدفايات حرارية خاصة، البلدية مجهزة بكاسحات للثلوج، حيث تسقط الثلوج بغزارة عدة شهور من السنة حتى تغطي الشوارع والبيوت، مما يدفع الناس إلى التزلج بدلاً من المشي.
والشقق صغيرة الحجم، ولكن الاستغلال الجيد للمساحات قد يكون سمة عامة للأوروبيين، فرغم صغر الحجم فإن الشقق لا ينقصها شيء، شقق مرتبة، أنيقة، ولكن المشكلة أن أسعار الشقق نار، فالشقق يبدأ سعرها من 600000 كروناً ، وقد يصل إلى المليون، وغالباً ما تلجأ الأسر إلى شراء الشقق بالاستعانة بأحد البنوك مقابل فوائد محدودة.
تحتوي كل بناية على عدد من الشقق يصل عددها إلى ثمانية أو أكثر، والشقق عادةً صغيرة ، حجرتان وصالة ومطبخ وحمام، ولكن مع صغر الشقة تتمتع البناية بحديقة مناسبة تقع خلف المبنى أو دائرية تحيط به، وفي الحديقة غالباً ما تجد مقاعد للجلوس، وألعاب للصغار، وجراج صغير للدراجات وعربات الأطفال.
للبناية بدروم كبير يحتوي على غرفة جماعية للغسيل، يشترك فيها كل السكان، وفيها توجد غسالة أتوماتيكية حديثة بجوارها ملحقاتها وآلة للشطف، على الحائط  ستشاهد لوحة خشبية كتلك التي تعلق في المدارس، معلق عليها جدول يوضح الأيام المخصصة للغسيل لكل عائلة، وغالباً ما يكون لكل شقة يومان محددان للغسيل.
نظام غريب لا نجده عندنا، فالشقق هنا لا تحتوي على غسالات، ولكن غسالة واحدة لكل الشقق يشترك فيها الجميع، يشتركون في سعرها، كما يشتركون في الكهرباء المستخدمة بها..، والجميع مرتاحون مبسوطون ولا مشكلة.
بجوار حجرة الغسيل توجد حجرة أخرى كبيرة لتعليق الملابس حتى تجف، وهي مرادفة للسطوح عندنا، وبالطبع لا يمكن أن يستخدموا الأسطح مثلنا،  لأن الأسطح لديهم هرمية غير مجهزة لذلك، لذلك هم يفتقدون إلى ما يمكن أن نسميه "ثقافة السطوح" ، وهي العلاقات الاجتماعية بين الجيران، وقصص الحب التي تنشأ في جنباته، وجميع السكان معهم مفتاح لحجرتي الغسيل وتجفيفه، عدا ذلك كل شقة لها حجرة صغيرة بقفل خاص مخصصة لها كمخزن تخزن فيها الأسرة الأشياء الزائدة كالمراتب والأواني وغيرها ..
والغسيل بهذه الغسالة أسهل شيء على الإطلاق، فليس عليك إلا أن تضع ملابسك في طاقة الغسيل،  وتضع المؤشر على التوقيت المطلوب، وعندما تعود ستجد ملابسك نظيفة مجففة جاهزة للكي فوراً.
نظام اقتصادي جميل يوفر الوقت والمال والجهد والمساحة، نظام تعاوني يجعل البناية كلها أشبه بعائلة واحدة متعاونة، لماذا لا نطبق هذا النظام في مصر؟، نظام اقتصادي يضرب صناعة الغسالات في مصر،  ويوفر الكثير من المال للأسر، وهذا مؤكد،  لأن البناية التي تتكون من ثماني شقق ستستخدم غسالة واحدة بدلاً من ثماني غسالات، نظام يقلل خناقات الجيران عندما ترمي إحداهن حلة ملوخية من أعلى فتسقط على غسيل الأخرى، ويقلل من عمليات سرقة الملابس وقص حبال الغسيل . أليس كذلك ..؟

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :872
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات