تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      
المؤلفــات » فرسان من حجر » لاجئون .. وراء الشمس

أثناء رحلتي في الدنمارك التقيت بوجوه عربية عديدة، عراقيين ولبنانيين ومصريين وغيرهم ..، دفعتهم الأقدار إلى هذه البقعة البعيدة من العالم، منهم من جاء للعمل، والسعي إلى وضع معيشي أفضل، ومنهم من جاء سائحاً ليرى بلاد الله، بعضهم حصل على الإقامة بالبلاد عن طريق الزواج من دنماركية، وفي هذه الحالة يمنح القانون للزوج الأجنبي حق الإقامة لمدة عام تجدد مرتين بموافقة الزوجة، وفي المرة الثالثة يحصل الزوج على الإقامة الدائمة.
ومع وجود عدد كبير من الزيجات الناجحة بين عرب ودنماركيات،  إلا أنه في بعض الأحيان يكون الزواج صورياً، حيث يتفق العربي مع فتاة دنماركية على الزواج الشكلي،  والحصول بموجب هذا الزواج على الأوراق اللازمة التي تمكنه من الإقامة مقابل مبلغ سنوي معين تحصل عليه هذه الفتاه، تجارة إقامات مثل التي نراها في بعض الدول الخليجية، حدثني أحدهم عن أحد الهنود الذي يعمل في وظيفتين، راتب يقدمه لسيدة دنماركية مقابل توقيعها له على أوراق الإقامة، أما راتب المهنة الأخرى فهو له.
ومع تقبل المجتمع الدنماركي لوجود جنسيات مختلفة على أرضه، ورغبته في التواصل مع الشعوب الأخرى، حيث أصبح يتعامل مع زواج الدنماركية من عربي بمرونة، إلا أن النظرة قد تختلف من حالة إلى أخرى.
 روى  لي شاب مصري متزوج من دنماركية معاناته، لقد أخبرني أن والدة زوجته وقفت أما ابنتها وعارضت زواجها منه دون أن تراه، إنها تعترض على زواج ابنتها من عربي مسلم غريب عن واقعها وبيئتها، ولكن الابنة أصرت على موقفها، وقالت لأسرتها  "هذا الشاب هو الذي أحبه وهو الذي سأتزوجه"، وسافرت الفتاة إلى مصر والتقت حبيبها وتزوجا، وعندما حاولت الزوجة الحصول على تأشيرة دخول لزوجها لكي يحضر معها إلى الدنمارك، حاولت أم الزوجة عرقلة ذلك لدرجة أنها اتصلت بالسفير الدنماركي بالقاهرة،  وطلبت منه عدم منح الزوج التأشيرة، ولكن السفير لم يرضخ لرغبات الأم،  ومنح الشاب المصري التأشيرة،  وقابله، وشد على يده متمنياً له التوفيق في حياته الجديدة.
وعندما سافر الزوج استقبلته الأم بفتور، كذلك فعلت عمة الزوجة السيدة البدينة العجوز، هذا بعكس باقي الأسرة التي رحبت بهذا المصري الآتي من الشرق، روى لي الشاب كيف كانت العمة العجوز تتحدث وتلمح في حديثها عن كراهيتها للعرب، في أحد الأيام قالت له مستنكرة "إن هناك جيل من الدنماركيين الذين تسري فيهم دماء عربية"، فرد عليها المصري بدهاء مصراً على رد الإهانة "إذن عليكم أن تستعدوا للقفز في البحر في لحظة ما من المستقبل"، صدمت العمة بهذا التعليق، فما كان منه إلا أن أردف عبارته بالضحك،  حتى يخفف من حدة الموقف، بينما وجه العمة العجوز يتلون من الغيظ ..!
ولكن هذا الموقف ـ كما قال لي المصري ـ  تغير بمرور الوقت بعدما لمست الأم من الشاب جديته وأخلاقه، وفي يوم ما اعتذرت الأم لزوج ابنتها،  وهي تهدهد حفيدتها الجميلة عن معارضتها لهذا الزواج في البداية، لأنها لم تكن تعرفه جيداً، وقالت له "اعتبرني مثل أمك،  لأنك من الآن مثل ابني تماماً".
وفي أحيان أخرى يقيم العربي بالدنمارك بسبب الدراسة،  ولذلك شروط يجب توفرها، وأوراق يجب تقديمها للجهات المختصة، وعلى مدار الرحلة قابلت عدداً كبيراً من العرب المقيمين حاصلين على الإقامة الدائمة، وبعضهم يحمل الجنسية الدنماركية، مثال ذلك الشاب الذي كان يجلس في المقعد المجاور لي في الطائرة، وهو شاب مصري من الأسكندرية، حاصل على الجنسية الدنماركية،  ويدرس الزراعة هناك، وقد قام طوال رحلة الذهاب بإمدادي بالكثير من المعلومات عن المجتمع والدراسة،  وواقع العرب هناك.
بعض العرب جاء لاجئاً .. لاجئون سياسيون يسكنون على نفقة الحكومة في مخيم اللاجئين الذي يقع في أطراف المدينة،  والذي يضم لاجئين من دول العالم،  معظمهم للأسف عرب، في "السنتر" قابلت أحد اللاجئين العراقيين، وأحد اللاجئين اللبنانيين، العراقي كان هارباً من الوضع السياسي العراقي، أما اللبناني فلم يوضح سبب لجوئه إلى الدنمارك،  واكتفى بقوله: "هناك مشكلات"، لست أدري لماذا معظم اللاجئين عرب؟، ومعظم مراكز اللجوء في العالم تقع في بلاد أجنبية ..؟
الغريب أننا نتشدق،  ونكرر دائماً أننا أهل الكرم والوفادة، فكيف إذا نترك بنو جلدتنا حتى ولو اختلفت الآراء معهم مشردين في بلاد الله الواسعة،  ليقدموا للعالم عملياً أسوأ صورة للعرب، ولماذا تسجل حالات اللجوء السياسي العربية أرقاماً عالية في الغرب؟
 إن الصورة التي يختزنها الغربي عن العرب الآن صورة رهيبة .. عالم عربي متخلف، والشخصية العربية شخصية متأخرة، لا تسعى إلا للجنس والمال،.. الإرهاب والقتل، والنظم العربية نظم سياسية غير ديمقراطية تحكم بالقوة، وشعوب لا تعرف إلا القمع والبطش والهمجية.
المشكلة فينا نحن العرب، فعلى الرغم أن الإسلام العظيم وضع منذ بزوغه أسس المجتمع المسلم الصحيح، إلا أننا انحرفنا عن الطريق، ولم نطبق تعاليم الإسلام، اتخذنا الإسلام رداء وعباءة نرتديها ونتباهى بها فقط، ولم ندرك أن الدين هو المعاملة، والنتيجة هي ما نراه الآن من تشتت وخلافات وضعف ومذلة، عالم عربي مفكك مليء بالخلافات، غارق في جحيم من الهزائم والانكسارات.
يا خلق هوه..  الإسلام ليس اسماً وشكلاً، ولكنه جوهر جميل ينعكس على روح الإنسان وسلوكه وأعماله، والعبادات ليست حركات شكلية كالحركات الرياضية، ولكنها تجسيد وتعليم وتربية للنفس الإنسانية، ويجب أن يرافقها الفعل والعمل، قال  تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ..، لكننا لا نطبق ذلك، لذلك تجد المسلم يهرع إلى الصلاة في وقتها ، ويصلي في الصف الأول، ولكن بعد أن يخرج من المسجد يسبب هذا،  ويظلم هذا، وإذا جاء عريس لابنته يتعسف ويطلب مطالبات خرافية..
في لقاء مع الفنان دريد لحام سألته .. بعد كل هذه السنوات الطويلة التي مرت على تقديمك لفيلم (الحدود) ألا تشعر بالأسى لأننا كعرب لم نتقدم خطوة واحدة حتى الآن، نظر إلى بأسي وقال: نعم كل الأسى، تذكرت "نوري" الفتى التونسي وهو يحكي لي حكايته وهو يضحك، ففي أحد السنوات كان في ليبيا هو وأحد أصدقائه، ونظراً لقلة مواردهم اتخذوا طريق البر في طريقهم لمصر، ولكن العربة التي كانت تقلهم ضلت طريقها على الحدود، فامسك بهم حرس الحدود الليبية، واقتادوهم إلى المركز الحدودي، وهناك حكم عليهم رئيس المركز بالجلد، كل منهم خمسون جلده، وكان موقفاً مضحكاً ومؤلماً في آن واحد عندما أخذ يصف لنا كيف ربطوه في شيء يشبه (الفلكة) ، وكيف تلقى الضربات الساخنة على قدميه حتى تورمتا ..
تأملت اللاجئين العربيين في كوبنهاجن، العراقي واللبناني اللذين يعيشان في مركز اللاجئين في معيشة مناسبة، الاثنان يختلفان بالطبع في الشخصية وأسباب اللجوء إلى هنا، ولكن القاسم المشترك بينهما للأسف كان محاولتهما الفجة لمعاكسة فتاتين دنماركيتين صغيرتين جالستين في أحد الميادين، والغريب أن الأخ العراقي متواضع الهيئة طلب من الفتاه الصغيرة بإنجليزية مكسرة أن يكون الـ "بوي فريند" الخاص بها، فأشاحت الفتاة الصغيرة عنه، تذكرت عبارة قالها أوسكار وايلد تقول : "إن الوطنية يمكن أن تكون ستاراً للقتلة والأشرار"!، همست في سري : .. "أمجاد يا عرب أمجاد" ..!
والشباب العربي هنا يعمل في المطار أو المطاعم،  أو البقالات،  أو محلات بيع الآيس كريم ، أو شركات الصيانة،  أو المكتبات .. وغيرها ..، يعملون ويكدحون، ويصلون الليل بالنهار، ولكن البعاد لم يقطع جذورهم العربية، ولأن الدم يحن كان بعضهم يعرف أنني عربي بالملامح، فينادي علي في الشارع بعبارة "مرحباً يا عربي"، هذا يقدم لي المرطبات، ويرجوني أن أتحدث له عن مصر، وهذا يتحدث عن أحوال العراق،  ويرجوني عدم نشر اسمه لأنه هارب من جحيم صدام، وهذا يقدم لي ساندوتشات الشاورما وزوجته العربية المحجبة ترحب بي، وتقود عربة ينام بها طفلها الصغير.
ولكن الملاحظة التي استرعت انتباهي هي افتقاد العرب هنا لروابط التقارب فيما بينهم، فالعربي هنا يخاف من مثيله، والعكس هو المفروض، ولكنك إذا دققت ستلاحظ أن العربي إذا قابل عربياً آخر يتحدث معه بحساب، ويمضي في حال سبيله، الحذر والتوجس من الشخصية العربية ظاهرة غريبة لم أجد تفسيراً لها.
روى لي شاب مصري مقيم بالسويد، متزوج من سويدية، أنه في أحد السنوات زار الدنمارك، وفي الفندق علم شاب جزائري أنه لا يحمل إقامة بالدنمارك، فأبلغ عنه الشرطة، وجاءت الشرطة لتلقي القبض على الشاب المسكين الذي أسقط في يده، وصدر قرار بترحيله إلى مصر، حدث هذا رغم أن الشاب حاصل على إقامة في السويد وزوجته سويدية، وطفلته كذلك، وبعد أن تظلم من القرار، تم تعديل القرار ليتم ترحيله إلى السويد.
ولكن المشكلة لم تنته بذلك،  حيث ينص القانون على أن المقيم في أي من الدول الاسكندنافية الثلاث له الحق في التنقل في هذه الدول، وبعد أخذ ورد، تم ترحيل الشاب إلى السويد ومعه زوجته،  وهي تحمل على يدها طفلتها تؤازره، وتتوعد باتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد ذلك بفترة اعترفت الشرطة بخطئها، واعتذرت للشاب عما حدث، وتمت مجازاة الضابط الذي أصدر قرار الترحيل إدارياً.
روى لي شاب عربي متزوج من دنماركية تفاصيل الخلاف القائم حالياً بينه وبين زوجته، والسبب هو إصرار الشاب على إقرار الزوجة بتقسيم ثروتها معه في حالة الطلاق، وذلك حسب القانون الدنماركي، أما الزوجة فلا تمانع في ذلك،  ولكنها تصر على احتساب ثروتها منذ بداية زواجهما، أما ما تملكه قبل ذلك فلا شأن له به.
 سألت الشاب : "ولماذا إصرارك على ذلك مادامت لا توجد مشاكل بينكما"، أوضح لي الشاب أنه يجب أن يحافظ على حقوقه، لأن هذا المجتمع مجتمع صارم، إذا لم يحافظ المرء على حقوقه سيضيع، وضرب لي مثلاً بأكثر من شاب قبض عليهم ورُحِّلوا إلى بلدانهم، والسبب أنهم لم يحافظوا على حقوقهم، وعندما أوضحت أن ذلك قد يؤثر على مشاعر زوجته، التفت لي قائلاً: "إذا أردت أن تعيش في هذا المجتمع يجب أن تضع مشاعرك جانباً، مصلحتك أولاً".!
ومع وجود نماذج ناجحة للعرب هنا ، إلا أن هناك قصص دامية نسمعها من حين لآخر، سمعت بعضها في السفارات العربية، وسمعت بعضها الآخر في أحاديث المقيمين ، مثال هذه القصة الدامية التي حدثت عندما اختلف أحد المقيمين العرب مع زوجته التي هي من نفس جنسيته،  وحدث بينهما الطلاق، ولما كان الزوجان حاصلان على الإقامة بالدنمارك، فقد أعطت الدولة حق الإقامة للزوجة وأولادها وألزمت الزوج بعدم التعرض لهم أو الاقتراب منهم، فما كان من الزوج المختل إلا أن قام بدهس زوجته وأبنائهما بالسيارة فقتلهم جميعاً، وقبض على الشاب وحوكم ودفع إلى السجن، وكانت جريمة مروعة تناولتها الصحف ووسائل الإعلام طويلاً.
وتتناقل الأنباء من حين لآخر أخبار خلافات ومشاجرات تحدث بين أبناء الجاليات العربية هنا أو هناك، مثال هذه المشاجرة الكبيرة التي وقعت بين لبنانيين وعراقيين عام 2001 في أحد الأحياء المنعزلة التي تقع في السويد على حدود الدنمارك، ووصلت إلى استخدام السكاكين والأعيرة النارية، وسببها "صفعة" ..!.
 بدأت المشاجرة عندما صفع رجل طفلا، والسبب أنه قال له : "إخرس"، وعندما تدخلت الأم لتشرح له أن الصفع ممنوع في السويد، صفعها هي الأخرى، وامتدت المشاجرة بين العائلتين، وشاركت فيها أطراف عربية أخرى، وأظهر التحقيق وجود الكثير من الخلافات التي تحدث بين الجاليات العربية، والمشاجرات اليومية التي تحدث على أشياء تافهة مثل الشجار على مواعيد الغسيل في المغاسل العامة.
ومع وجود نماذج ناجحة للزواج بين عرب ودنماركيات،  إلا أنه تحدث أيضاً العديد من النزاعات في بعض الحالات، حيث تؤدي الأنظمة بالدنمارك إلى حرمان الأب من أبنائه في حالات الخلاف والطلاق، مشكلات كثيرة تحدث بسبب اختلاف البيئات والتقاليد والعادات، قد تنشأ بسبب اختلاف الديانة بين الزوجين، حول الطفل، ونسبه، ففي القانون الدنماركي يجوز نسب الطفل إلى أمه، كما يجيز وضع عبارة "بلا دين" في شهادة ميلاد الطفل،.
وقد لا يستطيع الزوج في بعض الحالات الحصول على أطفاله إذا كان الزواج قد تم حسب القانون الدنماركي،  لأنه يعطي حق الحضانة للأم، لذلك يجب على كل عربي يشرع في الزواج من أجنبية أن يحتاط لكل هذه المشكلات،  ويلجأ للسفارات المختصة بالسؤال، ويتبع القوانين المصرية في كافة الإجراءات،  حتى يستطيع الحفاظ على حقوقه، وحقوق أبنائه عند الخلاف.
ومازالت في الأذهان قصة خطف الطفلتين المصريتين،  وتهريبهما من الكويت إلى إيطاليا،  والتي تواطأ فيها وزير الدفاع الكويتي مع القنصل الإيطالي بالكويت، ونائبة في البرلمان الإيطالي، وتم بذلك تهريب الطفلتين إلى إيطاليا، رغم وجود أحكام من القضاء الكويتي بضم حضانة الأطفال إلى الأب.
فيا ليتنا نقوم بإعداد دليل إرشادي شامل يقدم لكل مغترب نوضح فيه كافة الإجراءات والنظم التي يتبعها المغترب في السفر والعمل والإقامة والزواج والطلاق وتسمية الأبناء وتسجيلهم والشراكة والمتاجرة،  وغيرها من المعاملات التي قد يمارسها المغترب خارج الوطن، ربما نستطيع الحد من حجم المشكلات التي تحدث نتيجة سبب بسيط،  وهو الجهل بالإجراءات الصحيحة.

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :899
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات