تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      

تحتوي كوبنهاجن على عدد قليل من المساجد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ولكن المشكلة أنني لاحظت أن عدداً من هذه المساجد لا تمارس الدين الصحيح، فبعضها واقع تحت سيطرة مذاهب ونحل غريبة مثل المركز الإسلامي الذي تسيطر عليه جماعة الأحمدية، والغريب أيضاً أنني وجدت مسجداً في حي فودوفغا على بابه كتبت بالإنجليزية عبارة Al Tareka Alborhania Alshazlya (الطريقة البرهانية الشاذلية)، فقلت في نفسي .. حتى الطرق الصوفية وصلت هنا ..!!
بالتأكيد ما دامت هذه اللافتة هنا،  فلابد أن هناك تصريح من الجهات المسئولة بوجود هذه الجماعة الصوفية المسلمة، من الواضح أن الحكومات الغربية تتعامل مع هذه القضية من منظور خاص، حيث تعتبر حرية العبادة من أبجديات حقوق الإنسان، هذا يفسر كون "لندن" مثلاً أصبحت مأوى لكل الفرق والجماعات الدينية والسياسية والمعارضة من جميع أنحاء العالم، حتى يخيل لي أحياناً أنه إذا تقدم شخص للأجهزة هناك يخبرهم فيها أنه يعبد "النملة" ، ويطلب منهم الموافقة على افتتاح مقر لذلك سيوافقون على الفور ..!
وعلى الرغم من عدم توفر معلومات دقيقة عن عدد المسلمين هنا إلا أنك ستلمس بسهولة أن هذا العدد غير قليل، يتضح ذلك من نشاط المسلمين،  ومنهم جماعة الوقف الإسلامي التي تقيم الأنشطة على مدار العام، أيضاً محلات البقالة والجزارة الإسلامية، فكثيراً ما تطالعك عبارة (حلال) بالعربية والإنجليزية ضمن عناوين المحلات مثل Mustafa, S Halal, Anadolu Halal Slagter، تحت هذه العناوين عناوين باللغة العربية مثل (لحم حلال، لحم بقر، لحم خراف، لحم عجل، لحم دجاج، مرتديلا)، وليس غريباً أيضاً أن تفاجأ بلوحه كبيرة بالعربية تقول (بقالة الأمانة الإسلامية) في قلب كوبنهاجن، أيضاً معظم صالونات الحلاقة يديرها عرب وخاصة الأتراك مثال هذا المحل وعنوانه – Frisor Ankara.
عندما تدخل صالون الحلاقة ستشعر أنك داخل محل حلاقة عربي 100%، على المرايات عبارة عربية مثل (أهلاً وسهلاً)، وعلى الحوائط رسومات وآيات إسلامية، ولكن الجديد هنا أنهم يقدمون لك أقداح القهوة مجاناً، أيضاً تطالعك وجوه المحجبات في الأسواق والمحلات.
وفي التليفزيون أيضاً لفت نظري في أحد البرامج التليفزيونية في القناة الثانية وجود فتاة محجبة، وبمتابعة البرنامج التلفزيوني اكتشفت أن هذه الفتاة المحجبة مسلمة، وتعمل ممرضة أو طبيبة في أحد المستشفيات، أخبرني صديق عن رجل دنماركي مسلم كرَّس حياته لخدمة الإسلام، افتتح مكتبة إسلامية في قلب العاصمة لا يبيع فيها إلا الكتب الدينية والإسلامية.
ورغبة مني في معرفة معلومات أكثر عن المسلمين هنا سألت عن أحد الشخصيات المسلمة التي تعرف العربية، فأرشدوني عن شخص يدعى عبدالسلام ميدسن، وهو الشخص الذي قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الدنماركية، وبعد جهد جهيد حصلت على رقم هاتفه، وعندما اتصلت به ردت علي سيدة عجوز،  وأخبرتني أنه ليس موجوداً ، وأخذت رقم هاتفي وأخبرتني أنه سيتصل بي، بعد دقائق رن جرس الهاتف في منزلي،  وكان المتحدث السيد ميدسن شخصياً، عرفته بنفسي ورغبتي في معرفة معلومات عن المسلمين هنا.
 في بداية المكالمة أخبرني أنه يتحدث العربية كما أنزلت، ولكني تعجبت عندما انتهت المكالمة باعتذاره عن الحديث لأنه لا يجيد العربية ..!، ولا أدري هل خاف الرجل من الحديث مع صحفي شرق أوسطي مجهول؟، أم ماذا؟، أعطاني عبدالسلام رقم تليفون أحد المساجد في كوبنهاجن علّني أجد من يتحدث العربية، وبالفعل اتصلت بالمسجد،  ولكن فشلت كل محاولاتي في إيجاد شخص يتحدث اللغة العربية.
أما الكنائس فهي كثيرة، منها ما هو تاريخي قديم، ومنها ما هو حديث، الكنائس القديمة تعرفها من طرازها المعماري الذي يميل إلى القدم، ترى في حدائقها المقابر محاطة بالورود والزروع، والشواهد الرخامية العالمية، أما الحديثة فلا توجد بها مقابر، ولكن المشكلة لم تكن في دور العبادة، ولكنها كانت في العقيدة نفسها، فقد لاحظت أن عدداً كبيراً من الدنماركيين بلا دين، بمعنى أنهم لا يعتقدون بوجود الأديان، حتى أن بعض المواليد يدونون في شهادات الميلاد بصفة "بلا دين"، وهذه قضية خطيرة أزعجتني،  وأرقت مضجعي طوال هذه الرحلة.
في كل نقاش كنت أتحين الفرصة لأفجر هذه القضية، وأبذل قصارى جهدي لإثبات خطأ معتقديها، وأوضح لهم أن الإسلام هو رسالة الله إلى البشر، وأنه الدين الوحيد الذي أجاب على أسئلة النفس الإنسانية،  وأنهي حيرتها إلى الأبد، وأيضاً رغم إنجليزيتي العادية،  حاولت أن أثير في أذهانهم الأسئلة من جديد،  وأقنعهم أن إجاباتهم السابقة ليس مسلماً بها، وأن أوضح لهم أن الأمر يحتاج إلى تفكير جديد.
ومن الشخصيات التي استهدفتها بهذا الحوار "كاتارينا"  الفتاة الدنماركية الصديقة، وفي خضم المناقشة سألت كاتارينا أسئلة غريبة منها .. لماذا خلقنا الله؟ ..، وما هي الحكمة في ذلك؟، وبعد نقاش طويل ومداخلات عدة استعنت فيها ببعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام بالإنجليزية،  ونسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية، اكتشفت أن هؤلاء تنقصهم المعرفة، نعم المعرفة، ولو وجدت هنا الدعوة الإسلامية الصحيحة سيقتنعون بها ، ويسارعون إلى الإسلام، لذا تبرز أهمية تضافر الدول الإسلامية لإرسال الدعاة إلى هذه المجتمعات البعيدة التي تريد أن تعرف الله ..!
إن الإسلام لو يوجد وينتشر إلا بالدعوة، ولو كان الله تعالى أرادنا أن نكون مسلمين فوراً لخلقنا كذلك، ولقال تعالى "كن فيكون"، ولكنه تعالى أنزل كتابه الكريم على رسوله الأمين وأمره بالدعوة، ولكن "الدعوة" كعمل وفعل الآن بمعنى دعوة الغير إلى الإسلام توقفت، وهي أمر إلهي يجب أن يستمر.
الدعوة الإسلامية يجب أن تستمر، ويخصص لها المال والرجال، من المؤسف أن نرى الدول الغربية تنفق سنوياً مئات المليارات من الدولارات على التبشير في جميع أنحاء العالم،  بينما نحن قابعون في بيوتنا نكتفي بالخطب والمواعظ، إن الغرب ينفق على التنصير مبالغ طائلة كل عام ويجمع التبرعات بالملايين، ويرسل رحلات التبشير المدعمة بالمال والإمكانات إلى إفريقية ومعظم دول العالم، ومن الأمثلة القليلة على ذلك أنهم قاموا ببناء الكنيسة الكاثوليكية في ساحل العاج وهي Notredame De Lapia والتي تكلف بناؤها أربعمائة مليون دولار أمريكي.
ومن المؤسسات التنصيرية الشهيرة في أوروبا مؤسسة تدعى (جيش الخلاص المريمي) أسسه قس وزوجته عام 1878، ومقره الرئيسي لندن، وتعمل المؤسسة في 103 دولة في العالم، وتتلقى تبرعات هائلة من جميع أنحاء العالم، وقد بلغ دخل فرعها في أمريكا وحدها عام 1998م 1.9 مليار دولار.
يجب أن تتحمل الأمة الإسلامية مسئولياتها ، وأن يتحمل حكام المسلمين خلافتهم لله في أرضه،  وأن يقودوا الدعوة الإسلامية في كل مكان، يجب أن تتسلح "الدعوة" بمستحدثات العصر من تقنيات وفضائيات وانترنت، وأن نتبنى مصطلح "الدعوة المثقفة" ، أي الدعوة التي تحيط بالعلوم والثقافات والسياسات والظواهر العالمية، دعوة قادرة على محاورة إنسان العصر المقبل، حتى يتم الله نوره ولو كره الكافرون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً إلى الإسلام خير لك من الدنيا وما فيها)

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :859
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات