تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      

الأكل ظاهرة طبيعية مستمرة لابد منها لكي يعيش الإنسان، ويكون قادراً على القيام بوظائفه الحيوية الكاملة، ولكن الطعام كما أن له فوائده، له أيضاً أضراره، وقد يؤدي إلى الهلاك، تماماً كالسم البطيء عندما يوضع داخل العسل، والأدلة على ذلك كثيرة، هناك أطعمة تسبب الكثير من الأمراض مثل تصلب الشرايين، وزيادة السكر، فضلاً عن السمنة التي هي بيئة خصبة لكثير من الأمراض.
لذلك فإنه من المهم جداً التدقيق في نوعية الغذاء الذي نتناوله، وأن نتقن جميعاً "فن إدارة الطعام" –إن صح التعبير-، وقد أمرنا ديننا الإسلامي بذلك في عدد من الآيات والأحاديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما ملأ ابن آدم وعاء أشر من بطنه)، وقال أيضاً (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع).
ولكن تظل المشكلة قائمة يعاني منها الكثيرون، ولعل أحد المؤشرات على ذلك مرض السمنة المنتشر في العالم العربي، واستغلالاً واستثماراً لأوجاع الناس ظهرت على الساحة "مافيا التخسيس" ، وأصبحت لها تجارتها الرائجة، والمتمثلة في مراكز التخسيس المنتشرة في كل شارع وكل زاوية، تقدم لك كل يوم فكرة جديدة لإنقاص وزنك، وتحويل (الفيل أبو زلومة) إلى غزال، فيتسارع إليها البدناء، وبعد أن يعلقوا الآمال،  وينفقوا الكثير من الأموال، يكتشفون أن الأمر مجرد خدعة، وإذا تصدينا لرصد المبالغ المنصرفة على العلاج من السمنة سنوياً سنكتشف أنها مليارات.
حتى أن السمنة أبرزت نوعاً من التجارة، وهو تجارة أدوات التخسيس، وهي عبارة عن أدوات رياضية متنوعة الأحجام والأشكال تتنافس على إنتاجها عدد كبير من الشركات، وتقدم الفضائيات عنها الإعلانات الموسعة، والعروض التي تتضمن النقد والتقسيط والإيصال للمنزل، كلها تستثمر أوجاع الناس،  وأحلامهم في الرشاقة.
والشعوب الأوربية عموماً تتميز في أغلبها بالوعي بقضية الطعام وعلاقته بالجسد، لذلك نرى في عاداتهم الغذائية الكثير من الملامح التي تؤكد ذلك، ويكثر لديهم تداول مصطلح Healthy Food الغذاء الصحي، وهو الغذاء المتوازن الذي يمد الإنسان باحتياجاته الأساسية، ولا يسبب له الأضرار.
وفي الدنمارك يكتسب مصطلح Healthy Food أهمية كبيرة ، حيث يبرز الوعي بالصحة العامة، والوعي بالعناصر التي يتكون منها الغذاء السليم.
ماريا ربة الأسرة التي أقيم معها طباخة ماهرة، تعد أشهى المأكولات، ولكنها تعرف جيداً مقومات الأكل الصحي، كيف تقدم أطباقاً شهية وصحية في آن واحد، معادلة صعبة، ولكنها تتحقق بالثقافة الغذائية.
حدثتني ماريا عن الأكل الصحي وعناصره، وكيف يمكن إعداد الأكل الشهي الذي ينفع،  ولا يضر،  ولا يسبب السمنة، إنها تفضل السمك وغيره من الأصناف الذي تحتوي على سعرات حرارية  أقل، والخبز أيضاً هو الخبز الأسمر الخالي من السعرات العالية.
عندما علمت ماريا رغبتي في إنقاص وزني، قالت "لا تقلق دع لي هذه المهمة"، وأخذت تتابع معي وجباتي يومياً، في أحد الأيام قررت التسوق وحدي، وذهبت إلى السوبر ماركت القريب، وأحضرت كمية من المأكولات، فجعت ماريا عندما جاءت من الخارج،  ووجدتني منهمكاً في تناول قطعة كيك شهية أحضرتها، وأطلقت صيحة اعتراض، وعندما سألت عن السبب قالت: لي "هذا الكيك أفسد كل شيء، قلت "لماذا؟"، أردفت قائلة: "هذه القطعة من الكيك تعادل أكل ثلاثة أيام"..
تعجبت في سري للعادات الغذائية الخاطئة التي تربينا عليها، والتي تربي عليها المجتمع العربي كله، والتي تتلخص في تشكيلة (سمك، لبن، تمر هندي)، في العالم العربي الطعام وسيلة للقتل بدلاً من أن يكون وسيلة للحياة،  تماما كما قال جورج سيدهم في مسرحية (المتزوجون) لزوجته (سكينة) في المشهد الشهير عندما أخذت تدفع البيضات في فمه واحدة وراء الأخرى، في الأفراح أكل، وفي المآتم أكل.
الطعام لدينا وسيلة للتعبير عن الكرم، عن الحب، طريقة للتحية، ولا يمكن أن ترد تحية الضيف في الموروث العربي، حتى ولو أدى هذا الطعام إلى انفجارك.
نحتاج إلى تنظيم عاداتنا الغذائية، ونشر وتعليم ما يمكن أن نسميه "الثقافة الغذائية"، حتى نرحم بطوننا من العناء، وننقذ أنفسنا من الهلاك.

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :725
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات